وجه الحق الجميل؟! أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث؛ لإثارة الشبهات في وجه الإيمان الهادئ؟! إنه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق، والباطل، والإيمان، والكفر، والصلاح، والطغيان على توالي الزمان، واختلاف المكان، والقصة قديمة تعرض بين الحين، والحين. انتهى. «صفوة التفاسير» للصابوني.
الإعراب:(قال فرعون): ماض، وفاعله. {ذَرُونِي:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {أَقْتُلْ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وهو عند الجمهور مجزوم بشرط محذوف، التقدير: إن تذروني أقتل، والفاعل مستتر تقديره:«أنا». {مُوسى:} مفعول به منصوب... إلخ، والطلب وجوابه في محل نصب مقول القول. (ليدع): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى موسى، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{ذَرُونِي،} فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.
{إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {أَخافُ:} فعل مضارع، وفاعله مستتر تقديره:«أنا»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل للأمر، وهي من جملة مقول القول. {أَنْ يُبَدِّلَ:} مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى: {مُوسى،} والفعل المضارع و (أن) في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به. {دِينَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {أَوْ:} حرف عطف. {أَنْ يُظْهِرَ:} فعل مضارع منصوب ب: {أَنْ} والفاعل يعود إلى: {مُوسى} أيضا. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.
{الْفَسادَ:} مفعول به. هذا؛ ويقرأ «(يظهر)» بفتح الياء من الثلاثي ورفع «(الفساد)» على أنه فاعله، والمصدر المؤول من:{أَنْ يُظْهِرَ} معطوف على ما قبله، فهو في محل نصب مثله، وجملة:
{وَقالَ فِرْعَوْنُ..}. إلخ معطوفة على جملة:{قالُوا..}. إلخ، لا محل لها مثلها.
الشرح:{وَقالَ مُوسى} لما سمع-عليه الصلاة، والسّلام-بما أجراه فرعون من حديث قتله لقومه:{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي..}. إلخ: وفي قوله لقومه، وغيرهم:{وَرَبِّكُمْ} بعث لهم على أن يقتدوا به، فيعوذوا بالله عياذه، ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه. وقال:{مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ} فتشمل استعاذته فرعون، وغيره من الجبابرة، وليكون على طريقة التعريض، فيكون أبلغ، وأراد بالتكبر: الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار، وأدل على دناءة صاحبه، وعلى فرط ظلمه، وقال:{لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ؛} لأنه إذا اجتمع في الرجل التكبر، والتكذيب بالجزاء، وقلة المبالاة بالعاقبة؛