للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله، وانظر إعراب: {تُوبُوا} في الآية [٣] والجملتان الندائية والطلبية في محل رفع نائب فاعل، وهذا جاز على القاعدة في بناء الفعل للمجهول: (يحذف الفاعل ويقام المفعول مقامه) وهذا لا غبار عليه، وقيل: نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: قيل القول: وعليه فالجملتان في محل نصب مقول القول، وجملة:

(قيل...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {ماءَكِ}: مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة.

{وَيا سَماءُ أَقْلِعِي} هذه الجملة معطوفة على ما قبلها، وإعرابها مثلها. {وَغِيضَ الْماءُ}: ماض مبني للمجهول ونائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (قيل...) إلخ لا محل لها مثلها، وجملة: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} معطوفة عليها، وإعرابها مثلها. (استوت): ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة التي هي حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى السفينة المفهومة من المقام، وهو مثل قوله تعالى:

{كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ}. {فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ..}. إلخ فإن الفاعل يعود إلى الروح، ولم يتقدم لها ذكر، وهذا؛ وارد في الشعر العربي والكلام العربي. {عَلَى الْجُودِيِّ}:

متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: (استوت...) إلخ معطوفة على جملة: (قيل...) إلخ لا محل لها مثلها. {بُعْداً}: مفعول مطلق بفعل محذوف، والجملة نائب فاعل (قيل)، أو في محل نصب مقول القول. {لِلْقَوْمِ}: متعلقان بالمصدر. {الظّالِمِينَ}: صفة (القوم) مجرور

إلخ، وجملة: (قيل...) إلخ معطوفة على مثيلتها لا محل لها مثلها.

{وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (٤٥)}

الشرح: {وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ} أي: دعاه، وسأله. {فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} أي: وقد وعدتني أن تنجيني وأهلي، فما حاله وما حصل له؟! هذا؛ وقد قيل: إن نوحا عليه السّلام سأل ربه نجاة ابنه؛ لأنه لم يعلم كفره، ولو علم منه الكفر؛ لما سأل الله له النجاة؛ إذ محال أن يسأل الله تعالى هلاك الكفار، ثم يطلب منه إنجاء بعضهم، وقيل: كان ابنه يسر الكفر، ويظهر الإيمان، فأخبره الله في الآية التالية بما هو منفرد به من علم الغيب. {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} أي:

وإن كل وعد تعده حق لا يتطرق إليه الخلف. {وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ}: لأنك أعلمهم، وأعدلهم، حيث حكمت على قوم بالنجاة، وعلى قوم بالهلاك.

تنبيه: قال مكي: ونداء الرب قد كثر حذف (يا) النداء منه في القرآن، وعلة ذلك: أن في حذفها من نداء الرب فيه معنى التعظيم له والتنزيه، وذلك أن النداء فيه ضرب من معنى الأمر؛ لأنك إذا قلت: يا زيد، فمعناه: تعال يا زيد، أدعوك يا زيد، فحذفت (يا) من نداء الرب؛

<<  <  ج: ص:  >  >>