وربما جاء ماضيه بغير همز، وبه قرأ نافع في {أَرَأَيْتَكُمْ} و {إِذا رَأَيْتَ} إلخ «(أريتكم)» و «(أريت)» بدون همز. وقال الشاعر: [الخفيف]
صاح هل ريت، أو سمعت براع... ردّ في الضّرع ما قرى في الحلاب؟
وإذا أمرت منه على الأصل قلت: ارء، وعلى الحذف: ره بهاء السكت، وقل في إعلال ترى: أصله ترأي قلبت الياء ألفا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها، وحذفت الهمزة بعد إلقاء حركتها على الراء للتخفيف.
الإعراب: {وَتَرَى:} الواو: حرف استئناف. (ترى): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {الشَّمْسَ:} مفعول به.
{إِذا:} ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل قبله، أو بالفعل بعده.
{طَلَعَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والفاعل يعود إلى الشمس، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {تَزاوَرُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى الشمس، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الشمس. هذا؛ وقيل: إذا شرطية وعليه ف: {طَلَعَتْ} شرطها، و (تزاور) جوابها، و (إذا) ومدخولها في محل نصب حال من الشمس، وهو ضعيف جدا؛ لأن {إِذا} للمستقبل. تأمل. {عَنْ كَهْفِهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة.
{ذاتَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {ذاتَ:} مضاف، و {الْيَمِينِ:} مضاف إليه {وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ} معطوف على ما قبله، وإعرابه مثله بلا فارق.
{وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{فِي فَجْوَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {مِنْهُ:} متعلقان بمحذوف صفة {فَجْوَةٍ} والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير.
{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {مِنْ آياتِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و {آياتِ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. هذا؛ وأجيز اعتبار {ذلِكَ} خبر مبتدأ محذوف؛ أي: الأمر ذلك، و {مِنْ آياتِ اللهِ} حالا، والأول: أقوى، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ..}. إلخ انظر الآية رقم [٩٧] من سورة (الإسراء) ففيها الكفاية؛ لأنها مثلها شرحا، وقراءة وإعرابا، والله أعلم، وأجل، وأكرم.
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اِطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (١٨)}
الشرح: {وَتَحْسَبُهُمْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكل واحد. وانظر (حسب) في الآية رقم [٩].
{أَيْقاظاً:} جمع: يقظ، ويقظان؛ أي: منتبهين؛ لأن عيونهم مفتحة. {وَهُمْ رُقُودٌ:} نيام