للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {كُلُّ:} مبتدأ. وهو مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {كانَ:} ماض ناقص. {سَيِّئُهُ:}

اسم كان، والهاء في محل جر بالإضافة، {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {مَكْرُوهاً،} و {عِنْدَ:}

مضاف، و {رَبِّكَ:} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مَكْرُوهاً:} خبر {كانَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {كُلُّ ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وعلى قراءة: «(سيئة)» بالنصب فهو خبر كان، واسمها ضمير مستتر يعود إلى {كُلُّ ذلِكَ،} ويكون {مَكْرُوهاً} بدلا من (سيئة) أو صفة لها محمولة على المعنى، فإنها بمعنى: سيئا؛ ويجوز أن ينتصب على الحال من اسم {كانَ} المستتر، أو من الضمير المستتر في الظرف، على أنه متعلق بمحذوف صفة (سيئة).

{ذلِكَ مِمّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩)}

الشرح: {ذلِكَ مِمّا..}. إلخ: الإشارة إلى هذه الآداب، والقصص، والأحكام التي تضمنتها هذه الآيات المتقدمة؛ التي نزل بها جبريل الأمين-عليه السّلام-على قلب سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم، والأحكام المذكورة شرائع واجبة الرعاية في جميع الأديان، والملل، لا تقبل النسخ والإبطال، فكانت محكمة وحكمة بهذا الاعتبار، وكرر سبحانه: {وَلا تَجْعَلْ مَعَ..}. إلخ للتنبيه على أنّ التوحيد مبدأ الأمر ومنتهاه، فإنّ من لا إيمان له بالله لا يقبل منه عمله، ومن قصد بفعله، أو تركه غير الله ضاع سعيه، وخاب أمله. و {مَلُوماً:} تلوم نفسك على اتخاذك إلها غير الله، وهذا في الآخرة.

وانظر الآية رقم [٢٩]. {مَدْحُوراً:} مطرودا، ومبعدا من رحمة الله. وانظر الآية رقم [١٨].

هذا؛ وقد قال الخازن: والفرق بين المذموم والملوم، أما كونه مذموما: فمعناه: أن يذكر له أن الفعل الذي أقدم عليه قبيح، ومنكر، فهذا معنى كونه مذموما، يقال له: لم فعلت هذا الفعل القبيح؟ وما الذي حملك عليه؟ وهذا هو اللوم. والفرق بين المخذول، والمدحور: أن المخذول هو الضعيف الذي لا ناصر له، والمدحور هو المبعد المطرود عن كل خير. انتهى.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و (من) للتبعيض، فهي تفيد: أن الموحى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذه السورة قليل من كثير، وهو الواقع، والحق. {أَوْحى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {إِلَيْكَ:} متعلقان به. {رَبُّكَ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: من

<<  <  ج: ص:  >  >>