للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره:

«أنت»، و (نا): مفعول به، {بِما:} متعلقان بما قبلهما وما تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي أو بشيء تعدنا إياه، أو به، وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: فأنا بوعدك لنا بالهلاك، والجملة الفعلية: {فَأْتِنا..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ما تتوعدنا به صحيحا فأتنا به. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مِنَ الصّادِقِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر كان، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية: {كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه؛ إذ التقدير: إن كنت من الصادقين فأتنا بما تعدنا، والجملة الشرطية مع التي قبلها كل أولئك في محل نصب مقول القول.

{قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١)}

الشرح: {قالَ} أي: هود-عليه السّلام-لقومه. {قَدْ وَقَعَ:} نزل، أو حق، ووجب.

{رَبِّكُمْ:} انظر الآية رقم [٣]. {رِجْسٌ:} عذاب. من: الارتجاس، وهو الاضطراب.

{وَغَضَبٌ:} سخط وانتقام، أو إرادة الانتقام. {أَتُجادِلُونَنِي:} أتخاصمونني؟! فهو إنكار لما حصل منهم. {فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها..}. إلخ: أي: في أشياء سميتموها آلهة، وليس فيها معنى الإلهية؛ لأن المستحق للعبادة بالذات هو الموجد للمخلوقات. و {أَسْماءٍ} جمع: اسم، انظر البسملة لترى أصله، واشتقاقه. {ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} أي: عبدتم الأصنام، ووضعتم لها أسماء بدون سند، ولا برهان تعتمدون عليه، وما كان بهذه المثابة فهو باطل. ذكر: أنهم كان لهم ثلاثة أصنام: سموا أحدها: صمودا، والثاني صمدا، والثالث: هبل. وقيل: صمودا، وصداء، والهباء. {فَانْتَظِرُوا:} غضب الله، وعقابه. {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} أي: إنّي أنتظر هلاككم، ونزول العذاب بكم، فهو تهديد، ووعيد لقومه؛ الذين حق عليهم غضب الله تعالى.

الإعراب: {قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (هود). {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {وَقَعَ:} ماض. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ رَبِّكُمْ:}

متعلقان بمحذوف حال من {رِجْسٌ} كان صفة له، انظر مثله في الآية رقم [٦٩]. وجوز تعليقهما

<<  <  ج: ص:  >  >>