للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [الطويل]

وثمّ ودعنا آل عمرو وعامر... فرائس أطراف المثقفة السّمر

وقال غيره: [الرمل]

ليت شعري عن خليلي ما الذي... غاله في الحبّ حتى ودعه

فها هو الماضي قد ورد عن أفصح العرب قراءة وحديثا، وكذا في شعر العرب، وورد المصدر أيضا في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات. -وفي رواية الجماعات- أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثمّ ليكوننّ من الغافلين». أخرجه مسلم وغيره. وورد اسم الفاعل، واسم المفعول من: «ودع» في قول خفاف بن ندبة: [الطويل]

إذا ما استحمّت أرضه من سمائه... جرى وهو مودع ووادع مصدّق

فكيف يقال: إن العرب أماتته، فالصواب القول بقلة الاستعمال، لا بالإماتة. انتهى. بتصرف كبير وقال السيوطي في همع الهوامع: الغالب الاستغناء عن مادة (ودع) بمادة (ترك) ولذا قال: فعلى هذا يعدّ (ودع) في الجوامد، وما قيل في ودع ومضارعه يدع، وأمره دع، يقال في وذر. ومضارع يذر وأمره ذر، كما يقال في وعم ومضارعه يعم، وأمره عم. تأمل، وتدبر وربك أعلم وأجل، وأكرم.

الإعراب: {قالُوا:} فعل، وفاعل. وانظر الآية رقم [٥]. {أَجِئْتَنا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري، (جئتنا): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. وانظر إعراب: {وَجَعَلْنا} في الآية رقم [١٠]. {لِنَعْبُدَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {وَحْدَهُ:}

حال من: {اللهَ،} وصح ذلك؛ لأنه بمعنى: منفردا، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، التقدير: أجئتنا لعبادة الله وحده؟! وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَنَذَرَ:} مضارع معطوف على: (نعبد) منصوب مثله، وفاعله مستتر تقديره: «نحن». {ما:}

موصولة، أو موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {كانَ:} ماض ناقص.

{يَعْبُدُ:} مضارع. {آباؤُنا:} يتنازعه الفعلان السابقان، فكان يطلبه اسما له، ويعبد يطلبه فاعلا له، والثاني أولى عند البصريين لقربه، والأول أولى عند الكوفيين لتقدمه، فلا بد من الإضمار في أحد الفعلين على القولين، وجملة: {يَعْبُدُ..}. إلخ في محل نصب خبر: {كانَ،} وجملة:

{كانَ..}. إلخ صلة ما، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: «كان يعبده آباؤنا» هذا؛ وإن اعتبرت {ما} مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير:

ونذر عبادة آبائنا. {فَأْتِنا:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [٣٨] (ائتنا): فعل أمر مبني على

<<  <  ج: ص:  >  >>