وفي السبعينيات، ابتدأ العمل الحثيث المتواصل لتنفيذ أكبر مشروع في حياته، وذلك بخدمة كتابه العزيز:«إعراب القرآن الكريم وتفسيره» وكان توسعه بالتفسير ليساعد على فهم المعنى، وقدّم فيه وجوه الإعراب الممكنة لكل كلمة، وبخاصة عند تعدد وجوه القراءات التي تنتج وجوها إعرابية متنوعة، وهذا أمر مهم لكل طالب مهتم بالعربية، ولكل متخصص في القراءات، وفي عام ١٩٨٣ بدأ صدور إعراب القرآن الكريم وتفسيره في مجلدات تباعا حتى بلغت ستة عشر مجلدا، وقد نفذت تلك الطبعة منذ زمن، وصار الواجب يدعو لإعادة طبعه، فشمّرت دار ابن كثير عن ساعد الجد والاجتهاد، وهي الحريصة على نشر العلم بين طلبة العلم.
*وقال د. عادل باناعمة (من جامعة أم القرى) في وصف كتاب الشيخ الدرة:
إذا ما أعيت الفكره... وغالت عقلك السّكره
وأغلق عنك إعراب... ولم تعرف أخي سرّه
ولم ينفعك تأليف... قضى فيه الفتى عمره
وصرت حليف أحزان... تغالب عينك العبرة
فلا تيأس ولا تبأس... ودونك شيخنا (الدّرّة)
حليته وشمائله:
كان الشيخ ربعة من القوم، حنطيّ البشرة، تامّ الخلقة، نحيف الجسم، صادحا بالحق، لا يخشى في الله لومة لائم، شبّهه بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرون ممن خالطوه وعايشوه، فقد كانت له هيبة ظاهرة في محيطه في الأمور الشرعية، يتحاشى المخالفون وصول علم للشيخ لما كانوا يقترفونه.
أما محبة الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم فقد كانت واضحة في أخلاقه ومعاملاته، وهي الدافع الأساس والموجه الأول لهمته وإرادته، فكانت له دروسه دمعات وخفقات في محبة الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
مؤلفات الشيخ المطبوعة والمخطوطة:
١ - «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه»، عشرة مجلدات، وهو هذا الكتاب الذي نقدّمه إليك.
٢ - «فتح القريب المجيب، بإعراب شواهد مغني اللبيب»، ويقع في أربعة مجلدات.
٣ - «فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال»، ويقع في خمسة أجزاء أنهى تبييضه عام ١٩٧٤ م، ولكنّه لم يطبع إلاّ عام ١٩٨٦ م، حيث خرجت طبعته الأولى