تنبيه: انظر شرح الاستعاذة والبسملة وإعرابهما في أول سورة (يوسف) على نبينا، وعليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ألف صلاة، وأزكى سلام، وانظر شرح:{الر} وإعرابها في أول سورة (يونس) عليه السّلام.
الشرح:{تِلْكَ:} إشارة إلى ما تضمنته السورة الكريمة من الآيات، والمراد بالكتاب والقرآن المبين: الكتاب الذي أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتنكير القرآن للتفخيم، والتعظيم؛ أي:
الجامع للكمال، والغرابة في البيان، وإنما ذكر القرآن بوصفين، وإن كان الموصوف واحدا لما فيه من زيادة التفخيم والتعظيم، و {مُبِينٍ:} مبين للحلال والحرام، والنافع والضار... إلخ.
هذا؛ وإنما أدخل اللام على اسم الإشارة، وهي للبعد، والسورة الكريمة، بل القرآن الكريم كله في متناول اليد، وذلك للإيذان بعلو شأنه، وكونه في الغاية القصوى من الفضل والشرف، وعلو المكانة، فكأنه بسبب ذلك بعيد كل البعد، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢] من سورة (النمل) ففيها فضل بيان.
هذا و «كتاب» في اللغة الضم والجمع، وسميت الجماعة من الجيش كتيبة لاجتماعهم، كما سمي الكاتب كاتبا؛ لأنه يضم الكلام بعضه إلى بعض، ويجمعه ويرتبه، وفي الاصطلاح: اسم لجملة مختصة من العلم، مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غالبا، و {آياتُ} جمع آية، وهي تطلق على معان كثيرة الدلالة، ومنه قوله تعالى:{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وتطلق على المعجزة، مثل انشقاق القمر ونحوه، وتطلق على الموعظة، ومنه قوله تعالى:{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} كما تطلق على جملتين، أو أكثر من كلام الله تعالى، وانظر شرح «القرآن» في الآية رقم [٢] من سورة (يوسف) عليه السّلام.