الإعراب:{وَهُوَ:} الواو: حرف استئناف. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} خبره. {فِي السَّماءِ:} متعلقان ب: {إِلهٌ} بعدهما، على تأويله ب:«معبود» وهذا مستعمل لغة، كما تقول: هو حاتم في طيء على تضمين الجواد الذي شهر به، قال الشاعر، وهو الشاهد رقم [٤٩٦] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]
وإنّ لساني شهدة يشتفى بها... وهوّ على من صبّه الله علقم
{إِلهٌ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو إله في السماء، والجملة الاسمية هذه صلة الموصول، لا محلّ لها. هذا؛ ولا يجوز اعتبار الجار والمجرور متعلقين بمحذوف خبر مقدم، و {إِلهٌ} مبتدأ مؤخر، لخلو الجملة حينئذ من العائد. هذا؛ وحذف العائد على الوجه الأول لطول الصلة. {وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ} مثل سابقه، والجملة الاسمية:{وَهُوَ الَّذِي..}. إلخ مستأنفة: لا محلّ لها، والجملة الاسمية:{وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} تحتمل العطف على ما قبلها، والاستئناف، والحالية من الموصول، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{وَتَبارَكَ الَّذِي:} تكاثر خيره، من: البركة، وهي كثرة الخير، وزيادته، ومعنى تبارك الله: تزايد خيره، وتكاثر، أو تزايد عن كل شيء، وتعالى عنه في صفاته، وأفعاله، وهي كلمة تقديس، وتعظيم، لم تستعمل إلاّ لله وحده، وهو ملازم للماضي، لا يأتي منه مضارع، ولا أمر. قال الطرماح:[الطويل]
تباركت لا معط لشيء منعته... وليس لما أعطيت يا ربّ مانع
وقال آخر:[الطويل]
تباركت ما تقدر يقع، ولك الشكر
{لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} أي: هو خالقهما، ومالكهما، والمتصرف فيهما بلا مدافعة، ولا ممانعة، فتنزّه تعالى عن الولد، والشريك. فاللام مفيدة للملك الحقيقي، الذي هو اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور. {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ} أي: القيامة، لقد اختصّ الله بعلمها، ولم يطلع أحدا من الناس، كما قال تعالى في آخر سورة (لقمان): {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ}.
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي: بعد الموت، فيجازي كلا بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشرّ. وفي الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب، والفعل يقرأ بالبناء للمجهول، وبالبناء للمعلوم، و «رجع» يستعمل لازما، ومتعديا، فعلى قراءته بالبناء للمجهول يكون من المتعدي، وعلى قراءته بالبناء للمعلوم يكون من اللازم.