للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو محذوف، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم، التقدير: مشبهات الياقوت

إلخ. {وَالْمَرْجانُ:} الواو: حرف عطف. (المرجان): معطوف على ما قبله. {هَلْ:} حرف استفهام بمعنى (ما) النافية. {جَزاءُ:} مبتدأ، وهو مضاف، و {الْإِحْسانِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْإِحْسانِ:} خبر المبتدأ، وهو في المعنى فاعل بالمصدر {جَزاءُ}. تأمل. وانظر إعراب: {فَبِأَيِّ آلاءِ..}. إلخ في الاية رقم [١٣]. والجملة:

{هَلْ جَزاءُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥)}

الشرح: {وَمِنْ دُونِهِما} أي: ومن دون الجنتين الأوليين جنتان أخريان. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ومن دونهما في الدّرج. وقال ابن زيد: ومن دونهما في الفضل. وقال أبو موسى الأشعري-رضي الله عنه-: جنتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين. وقال ابن جريج: هن أربع جنان: جنتان للمقربين السابقين، فيهما من كل فاكهة زوجان. وجنتان لأصحاب اليمين، والتابعين فيهما فاكهة، ونخل، ورمان. وعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «جنتان من فضة آنيتهما، وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما، وما فيهما، وما بين القوم، وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن».

وقال الكناني: {وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ} يعني: أمامهما وقبلهما، يدل عليه قول الضحاك:

الجنتان الأوليان من ذهب، وفضة، والجنتان الأخريان من ياقوت، وزبرجد، وهما أفضل من الأوليين، انتهى. خازن وغيره، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

{مُدْهامَّتانِ} أي: خضراوان، أو سوداوان من ريهما، وشدة خضرتهما؛ لأن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد، والدهمة في اللغة السواد، يقال: فرس أدهم، وبعير أدهم، وناقة دهماء؛ أي: اشتدت زرقته حتى ذهب البياض الذي فيه، والعرب تقول لكل أخضر: أسود، قال لبيد-رضي الله عنه-يرثي قتلى هوازن: [الطويل] وجاؤوا به في هودج ووراءه... كتائب خضر في نسيج السّنوّر

ويعني (به) قتادة بن مسلمة الحنفي، والسنور: لبوس من قدّ كالدرع. وسميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها، ويقال للّيل المظلم: أخضر، ويقال: أباد الله خضراءهم؛ أي: سوادهم.

هذا؛ والجنة في الأصل: البستان الكثير الأشجار، وسميت بذلك؛ لأنها تجن؛ أي: تستر من يدخل فيها لكثرة أشجارها، وكثافتها، قال أبو عمر الداني: ولا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى في سورة (الرحمن): {مُدْهامَّتانِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>