ذلك. وهذا أولى من اعتبار عامله ما قبله، التقدير: حشرنا حشرا مثل ذلك. تأمل. {أَتَتْكَ:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث التي هي حرف لا محل له، والكاف مفعول به. {آياتُنا:} فاعل، و (نا): في محل جر بالإضافة. {فَنَسِيتَها:} الفاء: حرف عطف. (نسيتها): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها فهي مثلها في محل نصب مقول القول. {وَكَذلِكَ:} الواو: حرف عطف. (كذلك): متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: تنسى اليوم نسيانا كائنا مثل نسيانك آياتنا.
{الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بما بعده. {تُنْسى:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ} أي: وكما جزينا من أعرض عن القرآن، وعن النظر في دلائل قدرتنا، ووحدانيتنا؛ نجزي من أسرف في المعاصي، وانهمك في الشهوات. وهذه الآية أقوى دليل على تعذيب أهل المعاصي، والمنكرات، والفواحش من المسلمين. {وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ:} لم يصدق، ولم يعمل بها. هذا؛ وإني أقول: إن أرباب المعاصي من المسلمين لا يصدقون بآيات الله، والدليل على ذلك: أن الوعظ، والنصح، والإرشاد لا يقع منهم موقع القبول، بل يقابل بالرفض منهم، ومقاومة، ومعادات الواعظ، والناصح لهم، وهذا مشاهد وملموس في واقعنا الحاضر، ولا حول، ولا قوة إلا بالله.
{وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى} أي: أفظع من المعيشة الضنك، وعذاب القبر؛ لأنه أدوم، وأثبت، فهو لا ينقطع، ولا ينقضي. هذا؛ وفي الآية التفات من التكلم إلى الغيبة. انظر شرح الالتفات في الآية رقم [٢٢] من سورة (النحل) وشرح الآخرة في الآية رقم [٣٠] منها، وشرح {يَجْزِي} في الآية رقم [٣١] منها أيضا، وهذا آخر ما يتعلق من كلام بقصة آدم، على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف سلام وألف صلاة. وإن أردت أن تعرف قصة آدم بحذافيرها فارجع إلى سورة (الحجر)، وسورة (الأعراف)، وسورة (البقرة)، فإن ما أغفل هنا ذكر هنا، أو هناك، والله الموفق والمعين، وبه أستعين.
الإعراب:{وَكَذلِكَ:} الواو: حرف عطف. (كذلك): متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: نجزي من أسرف في المعاصي جزاء كائنا مثل جزاء من نسي الآيات وأعرض عنها. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {نَجْزِي:} مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية