للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والألف للتفريق، وعلى النصب يؤول الفعل مع «أن» المضمرة بمصدر معطوف بواو المعية على مصدر متصيد من الفعل السابق، والتقدير: لا يكن منكم أكل لأموال الناس، وإدلاء بها

إلخ. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وأيضا: {إِلَى الْحُكّامِ} متعلقان به.

{لِتَأْكُلُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، «أن» المضمرة والفعل (تأكلوا) في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ({تُدْلُوا}). {فَرِيقاً:} مفعول به. {مِنْ أَمْوالِ:}

متعلقان ب‍ {فَرِيقاً} أو بمحذوف صفة له، و {أَمْوالِ} مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه.

{بِالْإِثْمِ:} متعلقان بالفعل: {تَأْكُلُوا} أو بمحذوف حال من واو الجماعة، أو بمحذوف صفة {فَرِيقاً} أي: مقرونا بالإثم. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال، ({أَنْتُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {تَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والمفعول محذوف، انظر تقديره في الشرح. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اِتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩)}

الشرح: {يَسْئَلُونَكَ:} أصل «سأل» إذا كان من السّؤال أن يتعدّى إلى مفعولين، نحو قوله تعالى في سورة (هود) على حبيبنا، وشفيعنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} رقم [٤٦]، ويجوز أن تقتصر على مفعول واحد، كما تقتصر في أعطيت، وكسوت، نحو قوله تعالى في سورة (الممتحنة) رقم [١٠]: {وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا} فإذا اقتصرت على مفعول واحد؛ جاز أن يتعدى إلى ذلك الواحد بحرف الجر، كما في قوله تعالى: {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ} والتقدير: سأل سائل النبيّ عن عذاب واقع؛ إذ الباء بمعنى «عن».

فائدة: كلّ ما جاء في القرآن من السؤال أجيب ب‍ «قل» بلا «فاء» إلا في قوله تعالى في سورة (طه): {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ..}. إلخ فبالفاء؛ لأن الجواب في الجميع كان بعد وقوع السؤال، وفي سورة (طه) كان قبله؛ إذ تقديره: إن سئلت عن الجبال؛ فقل.

هذا؛ و (سأل) تارة يكون لاقتضاء معنى في نفس المسئول، فيتعدى ب‍ (عن) كهذه الآية، وفي أول سورة (الأنفال) وقد يكون لاقتضاء مال، ونحوه، فيتعدى لاثنين، نحو: سألت زيدا مالا.

<<  <  ج: ص:  >  >>