{الْأَرْضُ} في محل جر بإضافة: {يَوْمَ} إليها. {عَنْهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {سِراعاً:} حال من الضمير المجرور في: {عَنْهُمْ؛} أي: مسرعين. وقيل: حال من «يخرجون» المقدر على اعتبار الظرف متعلقا به. {ذلِكَ:} مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {حَشْرٌ:}
خبر المبتدأ. {عَلَيْنا:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {يَسِيرٌ:} صفة: {حَشْرٌ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.
الشرح:{نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ} أي: يقول كفار قومك من تكذيبك، وشتمك، فهو كقوله تعالى في سورة (الحجر) رقم [٩٧]: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ} وفيه تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتهديد لهم. {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ:} تجبرهم على الإيمان، فهو كقوله تعالى في سورة (الغاشية): {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. وقال مجاهد، والضحاك: المعنى: لا تتجبر عليهم.
والأول أولى، وأحق بالاعتبار، فهو صيغة مبالغة من:«جبر» الثلاثي، فإن فعالا إنما يبنى من الثلاثي، وفي المصباح، وأجبرته على كذا بالألف: حملته عليه قهرا، وغلبته، فهو مجبر. هذه لغة عامة العرب. وفي لغة لبني تميم، وكثير من أهل الحجاز: جبرته جبرا من باب: قتل.
حكاها الأزهري، ثم قال: جبرته، وأجبرته: لغتان جيدتان. وقال الخطابي: الجبار: الذي جبر خلقه على ما أراده من أمره، ونهيه. يقال: جبره السلطان، وأجبره بمعنى. ورأيت في بعض التفاسير عند قوله تعالى:{وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ} أنّ الثلاثي لغة حكاها الفراء، وغيره، واستشهد لصحتها بما معناه: أنه لا يبنى فعّال إلاّ من فعل ثلاثي، نحو: الفتاح، والعلام، ولم يجئ من أفعل بالألف إلا «دراك» فإن حمل (جبّار) على هذا المعنى؛ فهو وجيه، قال الفراء: وقد سمعت العرب تقول: جبرته على الأمر، وأجبرته؛ وإذا ثبت ذلك؛ فلا يعول على قول من ضعفها.
الإعراب:{نَحْنُ أَعْلَمُ:} مبتدأ وخبر. والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {بِما:}
متعلقان ب:{أَعْلَمُ،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: أعلم بالذي، أو بشيء يقولونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول بما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: أعلم بقولهم. {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ} إعراب هذه الجملة مثل إعراب: