للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: ثناء على الله، ونصفها الثاني: دعاء. ويدل على صحة هذا التأويل ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال، يقول الله تبارك وتعالى: «قسمت الصلاة بيني، وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل» وقيل: غير ذلك.

القول الثاني: أنها السبع الطوال؛ أي: السور من البقرة... إلى التوبة، وهذا قول ابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير-رضي الله عنهم أجمعين-. ويدل على صحة هذا القول ما روي عن ثوبان-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله سبحانه وتعالى أعطاني السّبع الطوال مكان التّوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني مكان الزّبور المثاني، وفضّلني ربّي بالمفصّل». أخرجه البغوي بإسناد الثعلبي. وقال ابن عباس: سميت السبع الطوال مثاني؛ لأن العبر، والأحكام، والحدود، والأمثال تثبت فيها. ورد هذا القول بأنّ السور الطوال كلها مدنية، وسورة (الحجر) مكية.

القول الثالث: أن السبع المثاني هي القرآن كله. قاله طاوس والضحاك، ورواية عن ابن عباس، وحجة هذا القول قوله تعالى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ} وسمي القرآن كله مثاني؛ لأن الأخبار، والقصص، والأمثال ثنيت فيه.

القول الرابع: أن المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر، والنهي، والتبشير، والإنذار، وضرب الأمثال، وتعديد النعم، وأنباء الأمم الماضية، قاله زياد بن أبي مريم، والصحيح الأول: من هذه الأقوال، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. وإنما سمي القرآن:

عظيما؛ لأنه كلام الله، ووحيه، أنزله على خير خلقه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢] من سورة (يوسف) عليه السّلام.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} انظر الآية رقم [١٠]. {آتَيْناكَ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول.

{سَبْعاً:} مفعول به ثان. {مِنَ الْمَثانِي:} متعلقان بمحذوف صفة {سَبْعاً}. {وَالْقُرْآنَ:} معطوف على ما قبله من عطف الكل على البعض، أو هو من عطف المرادف. وقيل: الواو صلة، و (القرآن) بدل من {سَبْعاً،} انظر الشرح والتفسير. {الْعَظِيمَ:} صفة القرآن، والجملة الفعلية:

{وَلَقَدْ آتَيْناكَ..}. إلخ جواب القسم المقدّر لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. تأمل، وتدبر.

{لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاِخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨)}

الشرح: {لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ:} المعنى: يا محمد! لا تنظر إلى ما أعطيناه الكفار من متع الحياة الدنيا، ولذائذها، وشهواتها، فإن ذلك لا بقاء له، ولا دوام.

<<  <  ج: ص:  >  >>