للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقول القول. {عَدَدَ:} بدل من {كَمْ}. {سِنِينَ:} بدل من عدد منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، هذا الإعراب منقول عن أبي البقاء، وقال الجمل: {عَدَدَ:} تمييز ل‍: {كَمْ،} و {عَدَدَ} مضاف، و {سِنِينَ} مضاف إليه مجرور، والمعنى: لبثتم كم عددا من السنين. انتهى.

وبقول الجمل قال البيضاوي، والنسفي، ومكي، والجلال، وغيرهم وهو أخصر، وأفهم، وأولى، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣)}

الشرح: {قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} أي: أقمنا، ومكثنا على وجه الأرض أحياء، أو في جوفها أمواتا يوما، أو بعض يوم، نصفه، أو ثلثه... إلخ استقصارا لمدة لبثهم فيها بالنسبة إلى خلودهم في النار، أو لأنها كانت أيام سرورهم، وأيام السرور قصار، قال الشاعر: [الكامل]

فقصارهنّ مع الهموم طويلة... وطوالهنّ مع السرور قصار

أو لأنها منقضية، والمنقضي في حكم المعدوم. وقيل: لأن العذاب رفع عنهم بين النفختين، فنسوا ما كانوا فيه من العذاب في قبورهم، وهو فحوى قول ابن عباس-رضي الله عنهما-. {فَسْئَلِ الْعادِّينَ} أي: اسأل الحسّاب الذين يعرفون ذلك، أو الذين يتمكنون من عد أيامها إن أردت تحقيقها، فإنا لما نحن فيه من العذاب مشغولون عن تذكرها، وإحصائها. أو اسأل الملائكة الذين يعدون أعمار الناس، ويحصون أعمالهم، الأول قول قتادة، والثاني قول مجاهد. هذا؛ وقرئ: «(العادين)» بتخفيف الدال؛ أي: الظالمين، فإنهم يقولون ما نقول، أو المعنى: اسأل العاديين، أي: المتقدمين المعمرين الذين عاشوا مئات السنين، كقولك: هذه بئر عادية، أي: قديمة، وحذف إحدى يائي النسب، كما قالوا: الأشعرون، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين، كما رأيت في {عالِينَ} رقم [٤٦].

الإعراب: {قالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، وانظر الآية رقم [٢٧] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. {لَبِثْنا:} فعل، وفاعل، وانظر إعراب (نذرت) في الآية رقم [٢٦] من سورة (مريم) أيضا. {يَوْماً:} ظرف زمان متعلق بما قبله.

{بَعْضَ:} ظرف زمان معطوف على ما قبله، وهو مضاف، و {يَوْمٍ:} مضاف إليه. {فَسْئَلِ:}

الفاء: الفصيحة، وانظر مثلها في الآية رقم [١١٠] (اسأل): ويقرأ بحذف الهمزة فهو أمر على القراءتين، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {الْعادِّينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية: {لَبِثْنا..}. إلخ والمعطوفة عليها كلتاهما في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>