لا محل لها. {حِينَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. {تَقُومُ:} فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {حِينَ} إليها. {وَتَقَلُّبَكَ:}
الواو: حرف عطف. (تقلبك): معطوف على الكاف، هذا هو الظاهر، وأرى: أنه منصوب بفعل محذوف، تقديره: ورأى (تقلبك) ولا سيما على الوجه الأخير في الشرح، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {فِي السّاجِدِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالمصدر (تقلبك). {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها.
{هُوَ:} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: {هُوَ} توكيد لاسم (إنّ) على المحل. وثانيها:{هُوَ} ضمير فصل لا محل له، وعليهما فخبر (إنّ) هو {السَّمِيعُ}. وثالثها: هو مبتدأ، و {السَّمِيعُ} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنَّهُ هُوَ..}. إلخ تعليل لما قبلها، لا محل لها. {الْعَلِيمُ:} بدل مما قبله.
الشرح:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أي: أخبركم أيها المشركون. {عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ:} هذا جواب لقولهم: ينزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم شيطان يعلمه، ويلقي إليه ما يقوله. ثم بين على من تنزل الشياطين حيث قال جل ذكره:{تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ} أي: كذاب كثير الإفك. {أَثِيمٍ:} مرتكب للآثام، وهم الكهنة، والمتنبئة، مثل: سطيح، وطليحة بن خويلد الأسدي، ومسيلمة الكذاب، أما محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ فإنه يشتم الأفاكين، ويذمهم، وينهى عن مجالستهم، وعن الأخذ منهم، فكيف تنزل الشياطين عليه؟
{يُلْقُونَ السَّمْعَ} أي: ما يسمعونه من الملائكة يلقونه إلى الكهنة، فعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: كانت الشياطين لا يحجبون عن السموات، وكانوا يدخلونها، ويأتون بأخبارها إلى الكهنة، فيلقونها إليهم، فلما ولد عيسى عليه السّلام؛ منعوا من ثلاث سموات، فلما ولد محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ منعوا من السموات أجمع، فما منهم من أحد يريد أن يسترق السمع إلا رمي بشهاب، فلمّا منعوا من تلك المقاعد؛ ذكروا ذلك لإبليس، فقال: لقد حدث في الأرض حدث، فبعثهم ينظرون، فوجدوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتلو القرآن، فقالوا: هذا؛ والله حدث!.
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزّع عن قلوبهم؛ قالوا: ماذا قال ربّكم؟ قالوا: للذّي قال الحقّ، وهو العليّ الكبير، فيسمعها مسترقو السّمع، ومسترقو السّمع هكذا بعضهم فوق بعض-ووصف سفيان بكفّه، فحدّقها، وبدّد بين أصابعه-فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثمّ يلقيها الآخر إلى من تحته، حتّى يلقيها على لسان السّاحر، أو الكاهن، فربّما أدركه