والبعاد، وهو أيضا الوصل، فهو من الأضداد، كالجون يطلق على الأسود، والأبيض. ومن استعماله بمعنى: الوصل ما قرئ به في سورة (الأنعام) رقم [٩٤]: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} حيث قرئ برفعه. ومن استعماله بمعنى: الفراق، والبعاد قول كعب بن زهير-رضي الله عنه-من قصيدته التي مدح بها النبي صلّى الله عليه وسلّم: -وهو الشاهد رقم [٨٠٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [البسيط] وما سعاد غداة البين إذ رحلوا... إلاّ أغنّ غضيض الطّرف مكحول
الإعراب: {وَآتَيْناهُمْ:} الواو: حرف عطف. (آتيناهم): فعل، وفاعل، ومفعول به أول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {بَيِّناتٍ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {مِنَ الْأَمْرِ:} متعلقان ب: {بَيِّناتٍ،} أو بمحذوف صفة له. {فَمَا:} الفاء: حرف استئناف. (ما): نافية. {اِخْتَلَفُوا؛} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. {فَمَا:} مصدرية. {جاءَهُمُ:} فعل ماض، والهاء مفعوله. {الْعِلْمُ:} فاعله و {فَمَا} المصدرية والفعل الماضي في تأويل مصدر في محل جر بإضافة: {بَعْدِ} إليه.
{بَغْياً:} مفعول لأجله، وجوزت الحالية بمعنى: باغين، والأول أقوى. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق ب: {بَغْياً،} أو بمحذوف صفة له، والهاء في محل جر بالإضافة.
{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسم {إِنَّ،} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يَقْضِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى: {رَبَّكَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {بَيْنَهُمْ:} متعلق بما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بما قبله، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه.
{فِيما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {يَقْضِي} أيضا، و {فَمَا} تحتمل الموصولة، والموصوفة.
{كانُوا:} فعل ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، وجملة: {فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} في محل نصب خبر: {كانُوا،} والجملة الفعلية صلة {فَمَا،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا ب: (في).
{ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨)}
الشرح: {ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ} أي: على منهاج واضح من أمر الدين يشرع بك إلى الحق. هذا؛ والشريعة في اللغة المذهب، والملة، ويقال لمشرعة الماء-وهي مورد