للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها.

{أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. {أَصْحابُ:} خبر (أنّ) وهو مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع بدلا من {كَلِمَةُ} بدل كل من كل، أو بدل الاشتمال على إرادة اللفظ، أو المعنى. انتهى.

بيضاوي. هذا؛ ويجوز اعتبار المصدر مجرورا في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لأنهم أصحاب. كما يجوز اعتبار المصدر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو أنهم أصحاب النار، وقال الفراء: يجوز: (إنّهم) بالكسر على الاسئناف، ولم أر قراءة بالكسر.

هذا؛ ومثل هذه الآية في إعرابها، الآية رقم [٣٣] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وما يشبهها في الآيتين رقم [١٧١ و ١٧٢] من سورة (الصافات).

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٧)}

الشرح: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} أي: حاملين العرش، والحافين حوله، وهم الكروبيون سادة الملائكة، وأولهم وجودا. وحملهم إياه، وحفيفهم حوله مجاز عن حفظهم له، وتدبيرهم شؤونه. أو كناية عن قربهم من ذي العرش، ومكانتهم عنده، وتوسطهم في نفاذ أمره.

وروي: أن حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى، ورؤوسهم قد خرقت العرش، وهم خشوع لا يرفعون طرفهم. آمنت وصدقت بكل ما يذكر بشأن الملائكة الكرام.

وفي الحديث: إن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا، ويروحوا بالسلام على حملة العرش، تفضيلا لهم على سائر الملائكة. وقيل: حول العرش سبعون ألف صف من الملائكة، يطوفون به مهللين مكبرين، ومن ورائهم سبعون ألف صف من الملائكة قيام، قد وضعوا أيديهم على عواتقهم، يهللون ويكبرون، ومن ورائهم مئة ألف صف قد وضعوا الأيمان على الشمائل ما منهم أحد إلا وهو يسبح بما لا يسبح به الآخر. انتهى. نسفي.

{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ:} يذكرون الله بمجامع الثناء من صفات الجلال والإكرام. وجعل التسبيح أصلا، والحمد حالا؛ لأن الحمد مقتضى حالهم دون التسبيح. ومعنى {يُسَبِّحُونَ:}

ينزهون الله تعالى عما لا يليق بجلاله. والتحميد: هو الاعتراف بأنه هو المنعم على الإطلاق.

{وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} أي: يصدقون بأنه واحد، لا شريك له، ولا مثل له، ولا نظير له. انتهى.

خازن. وقال: فإن قلت: قدم قوله: {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} على قوله: {وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} ولا يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>