للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {أَوْحَيْنا،} والجملة الفعلية لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين بالواو. {وَتُنْذِرَ:} الواو: حرف عطف. (تنذر): معطوف على سابقه منصوب مثله، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {يَوْمَ:} هذا هو المفعول الثاني، والأول محذوف، التقدير:

وتنذر الناس عذاب يوم الجمع، فحذف المفعول الأول من الإنذار الثاني، كما حذف المفعول الثاني من الإنذار الأول، تقديره: لتنذر أهل أم القرى العذاب. انتهى. جمل نقلا من السمين.

و {يَوْمَ:} مضاف، و {الْجَمْعِ} مضاف إليه. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إن». {رَيْبَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {لا،} والجملة الاسمية في محل نصب حال من: {يَوْمَ الْجَمْعِ،} والرابط: الضمير فقط. هذا؛ وأجيز اعتبارها مستأنفة، لا محلّ لها. {فَرِيقٌ:} مبتدأ، جوز الابتداء به التفصيل، والتقسيم. {فِي الْجَنَّةِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. هذا؛ وأجيز اعتبار الخبر محذوفا، التقدير: منهم فريق، كما أجيز اعتبار: {فَرِيقٌ} خبرا لمبتدأ محذوف، التقدير: هم-أي: المجموعون-فريق، وعلى هذين الوجهين يكون الجار والمجرور: {فِي الْجَنَّةِ} متعلقين بمحذوف صفة: {فَرِيقٌ}. هذا؛ وعلى قراءته بالنصب فهو حال. هذا؛ وعلى قراءة النصب، فالكسائي قال: التقدير: لتنذر فريقا في الجنة، وفريقا في السعير. وقال الزمخشري، وتبعه البيضاوي: منصوب على الحال من:

«هم» أي: وتنذر يوم جمعهم متفرقين بمعنى: مشارفين للتفرق، أو متفرقين في داري الثواب، والعقاب. انتهى. بيضاوي. وقول الكسائي أحق بالاعتبار، وهو قول الفراء أيضا، وعلى قراءة الرفع فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.

{وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨)}

الشرح: {وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً} أي: أهل دين واحد، إما على الهداية، أو على الضلالة، ولكنه تعالى فاوت بينهم، فهدى من يشاء إلى الحق، وأضلّ من يشاء عنه، وله الحكمة البالغة، والحجة الواضحة، لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون. هذا؛ وقال تعالى في سورة (هود) رقم [١١٨ و ١١٩]: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} وهو فحوى قوله تعالى هنا: {وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ} أي: بالهداية للإيمان، والتوفيق للطاعة.

{وَالظّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} أي: يدعهم بغير ولي يتولى أمورهم، وشؤونهم، وليس لهم نصير ينصرهم من عذاب الله تعالى، بل يكلهم إلى شياطينهم يتلاعبون بهم.

هذا؛ و {شاءَ} مضارعه: يشاء، لم يرد له أمر، ولا ل‍: «أراد» فيما أعلم، فهما ناقصا التصرف، وأصل شاء: شيء على وزن فعل بكسر العين، بدليل شئت شيئا، وقد قلبت الياء ألفا

<<  <  ج: ص:  >  >>