يوسف-عليه السّلام-لصاحبي السجن:{أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ} كما يجمع؛ إذا كان بأحد المعاني السابقة. قال الشاعر:[الطويل]
وهو اسم فاعل بجميع معانيه السابقة، أصله: رابب، ثم خفف بحذف الألف، وإدخال أحد المثلين في الآخر.
الإعراب:{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للعبد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الْيَوْمُ:} خبره. {الْحَقُّ:} صفته، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَمَنْ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، وإذا كان الأمر كما ذكر من تحقق اليوم المذكور لا محالة فمن شاء أن يتخذ مرجعا إلى ثواب ربه؛ الذي ذكر شأنه العظيم؛ فعل ذلك بالإيمان، والطاعة. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {شاءَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى من، والمفعول محذوف، التقدير: فمن شاء النجاة. {اِتَّخَذَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {إِلى رَبِّهِ:} متعلقان ب: {مَآباً} بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ وإن علقت الجار، والمجرور بمحذوف حال من {مَآباً} فلست مفندا.
{مَآباً:} مفعول به، وجملة:{اِتَّخَذَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما ذكرته لك مرارا، والمرجح: أنه جملة الشرط، والجواب، وهذه الجملة مذكورة في سورة (المزمل) برقم [١٩].
والجملة الشرطية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم يقدر ب:«إذا»، والكلام كله معطوف على الجملة الاسمية قبله، لا محل له مثلها.
{إِنّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠)}
الشرح:{إِنّا أَنْذَرْناكُمْ:} الخطاب لكفار قريش، ويعم جميع بني آدم، والمعنى:
حذرناكم، وخوفناكم، ونحذركم، ونخوفكم. {عَذاباً قَرِيباً} يعني: عذاب الآخرة قريب لتحققه، وكل ما هو آت قريب، وأوله نزول الموت؛ لأن من مات؛ فقد قامت قيامته، فإن كان من أهل الجنة؛ نزلت عليه ملائكة الرحمة، تزف له البشرى بالجنة، والرضا، والرضوان، وإن كان من أهل النار؛ نزلت عليه ملائكة العذاب، تبشره بالنار، وغضب العزيز الجبار. {يَوْمَ يَنْظُرُ}