للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب (لما) لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. هذا؛ وقدر الجمل ما يلي: فاستجاب الله دعاءه، فأرسل ملائكة لإهلاكهم، وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بالذرية الطيبة، فجاءوا أولا إلى إبراهيم. فيقدر هذا كله قبل قوله: {وَلَمّا جاءَتْ..}. إلخ ونقل من أبي السعود نحوه، وعليه ف‍: (لما) ومدخولها معطوف على هذا المقدر.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {أَهْلَها:} اسم {إِنَّ،} و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق.

{ظالِمِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {كانُوا ظالِمِينَ:}

في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ..}. إلخ تعليل لإهلاكهم. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢)}

الشرح: {قالَ:} أي: إبراهيم عليه السّلام. {إِنَّ فِيها لُوطاً} أي: أتهلكون أهل القرية، وفيهم من هو بريء من الكفر، والمعصية، وهو لوط؟! وأراد بهذا الاعتراض، والجدال إظهار الشفقة عليه، وما يجب للمؤمن من التحزن لأخيه، والتشمر في نصرته، وحياطته، والخوف من أن يمسه أذى، أو يلحقه ضرر. {قالُوا} أي: الملائكة. {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها:} يريدون نحن أعلم منك، وأخبر بحال لوط، وحال قومه، وامتيازه منهم الامتياز البين، وأنه لا يستحق ما يستحقون من العذاب، فخفض على نفسك، وهون عليك الخطب. {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ:} مما يقع فيهم من العذاب الذي يستأهلونه. {إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ} أي: الباقين في العذاب، وانظر الآية رقم [٥٧] من سورة (النمل) ففيها الكفاية لمن أراد الزيادة. وانظر مراجعة إبراهيم للملائكة في سورة (هود) رقم [٧٤] وما بعدها.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى إبراهيم. {إِنَّ:}

حرف مشبه بالفعل. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {إِنَّ} تقدم على اسمها. {لُوطاً:} اسمها مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {أَعْلَمُ:} خبر المبتدأ، وهو يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث؛ فلذا صح فيه الإخبار عن الجمع. {بِمَنْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {أَعْلَمُ؛} لأنه أفعل التفضيل. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {لَنُنَجِّيَنَّهُ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>