للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة (هود) وفي سورة (الشعراء)، وذكر أصحاب الأيكة في سورة (الشعراء) الاية رقم [١٧٦] وما بعدها، وذكر أصحاب الرس اسما فقط في الاية رقم [٣٨] من سورة (الفرقان) وقد توسعت في الكلام عليهم. انظره هناك؛ فإنه جيد؛ والحمد لله! وانظر شرح {تُبَّعٍ} في سورة (الدخان) رقم [٣٧]. هذا؛ وذم الله قوم تبع، ولم يذمه، وذم فرعون لأنه هو المكذب المستخف لقومه، فلهذا خصّ بالذكر دونهم. {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ} أي: كل هؤلاء المذكورين كذبوا رسلهم.

{فَحَقَّ وَعِيدِ} أي: وجب عذابي لهم. وفيه تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتهديد، ووعيد لأهل مكة.

هذا؛ وإن لوطا هو ابن أخي إبراهيم الخليل، على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام، وتقدم معنا: أنه هاجر معه من العراق إلى الشام، فنزل إبراهيم بفلسطين، ونزل لوط بسدوم من الأردن، وأرسله الله إلى أهلها. فهو أجنبي منهم، لكن الله عبّر عنهم بإخوانه من حيث: أنه صاهرهم، وتزوج منهم. انتهى. جمل.

الإعراب: {كَذَّبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {قَبْلَهُمْ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {قَوْمُ:} فاعل: {كَذَّبَتْ،} والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها، و {قَوْمُ} مضاف، و {نُوحٍ} مضاف إليه. {وَأَصْحابُ:} الواو: حرف عطف. (أصحاب): معطوف على: {قَوْمُ،} وهو مضاف، و {الرَّسِّ} مضاف إليه. {وَثَمُودُ (١٢) وَعادٌ:} معطوفان على: {قَوْمُ نُوحٍ}. {وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ:} معطوفان أيضا، و {الْأَيْكَةِ} و {تُبَّعٍ:} مضاف إليهما. {كُلٌّ،} مبتدأ، جوز الابتداء به الإضافة المقدرة. {كَذَّبَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {كُلٌّ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {الرُّسُلَ:} مفعول به.

{فَحَقَّ:} الفاء: حرف عطف. (حق): فعل ماض. {وَعِيدِ:} فاعل: (حق) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، المحذوفة مراعاة لرؤوس الاي، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها.

{أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥)}

الشرح: {أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ:} هذا جواب لقولهم: {ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} والمعنى: أعجزنا حين خلقناهم أولا، فنعيا بالإعادة ثانيا؟! وذلك لأنهم اعترفوا بالخلق الأول، وأنكروا البعث.

هذا؛ و «عيي بالأمر»: إذا لم يهتد لوجه عمله. وفي المختار: العيّ ضد البيان، وقد عيّ في منطقه فهو عيّ، {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ:} في خلط، وشبهة، قد لبس عليهم الشيطان، وحيّرهم، وذلك تسويله إليهم: أنّ إحياء الموتى خارج عن العادة، فتركوا لذلك الاستدلال الصحيح، وهو: أنّ من قدر على الإنشاء؛ كان على الإعادة أقدر، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}. {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي: من إعادة الأجسام بعد فنائها، وتفتت أوصالها، وأجزائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>