تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: أعلم بعملكم، والجملة الاسمية:
{رَبِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{فَكَذَّبُوهُ:} الفاء: حرف استئناف. (كذبوه): ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {فَأَخَذَهُمْ:} الفاء: حرف عطف. (أخذهم): فعل ماض، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {عَذابُ:} فاعل، وهو مضاف، و {يَوْمِ} مضاف إليه، و {يَوْمِ} مضاف، و {الظُّلَّةِ} مضاف إليه، وجملة:{فَأَخَذَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها.
{كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى: {عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ،} و {عَذابُ} مضاف، و {يَوْمِ} مضاف إليه، {عَظِيمٍ:} صفة: {يَوْمِ،} وإن اعتبرته صفة:
{عَذابُ،} فيكون قد جر على الجوار، وجملة:{كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنَّهُ كانَ..}. إلخ تعليلية، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.
قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: هذا آخر القصص السبع المذكورة في هذه السورة على سبيل الاختصار، تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتهديدا، ووعيدا للمكذبين به، واطراد نزول العذاب على تكذيب الأمم بعد إنذار الرسل به، واقتراحهم له، استهزاء، وعدم مبالاة به يدفع أن يقال:
إنه كان بسبب اتصالات فلكية، أو كان ابتلاء لهم، لا مؤاخذة على تكذيبهم. انتهى.
أما تكرير بعض الآيات في أول كل قصة وآخرها، كما رأيت بنصها، فقد قال عنه الزمخشري رحمه الله تعالى في كشافه ما يلي: كل قصة منها كتنزيل برأسه، وفيها من الاعتبار مثل ما في غيرها، فكانت كل واحدة منها تدلي بحق في أن تفتتح بما افتتحت به صاحبتها، وأن تختتم بما اختتمت به، ولأن في التكرير تقريرا للمعاني في الأنفس، وتثبيتا لها في الصدور؛ ألا ترى: أنه لا طريق إلى تحفظ العلوم إلا ترديد ما يراد تحفظه منها، وكلما زاد ترديده؛ كان أمكن له في القلب، وأرسخ في الفهم، وأثبت للذكر، وأبعد من النسيان، ولأن هذه القصص طرقت بها آذان، وفيها وقر عن الإنصات للحق، وقلوب غلف عن تدبره. فكوثرت بالوعظ، والتذكير، وروجعت بالترديد، والتكرير، لعل ذلك يفتح أذنا، أو يفتق ذهنا، أو يصقل عقلا، طال عهده بالصقل، أو يجلو فهما، قد غطى عليه تراكم الصدأ. انتهى.
بعد هذا أذكر: أن ذكر الرسل في هذه السورة الكريمة لم يأت مرتبا على وجودهم الزمني في هذه الدنيا؛ لأن ترتيبهم الزمني كما يلي: نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم إبراهيم ولوط كان في زمنه؛ لأنه ابن أخيه، كما قد ذكرت لك فيما سبق، ثم موسى، وشعيب، فإنهما كانا في زمن