للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاية، والأولى أقوى، فإنها من رواية مسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وأما الثانية؛ فإنها من رواية أحمد، والنسائي.

الإعراب: {وَهُوَ:} الواو: حرف استئناف. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {كَفَّ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محلّ لها. {أَيْدِيَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَنْكُمْ:} متعلقان بالفعل: {كَفَّ}. {وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ:} معطوفان على ما قبلهما، المفعول على المفعول، والمجرور على المجرور. {بِبَطْنِ:} متعلقان ب‍: {كَفَّ،} أو هما متعلقان بمحذوف حال من المصدر المفهوم من: {كَفَّ،} التقدير: حالة كون الكف كان ببطن، و (بطن) مضاف، و {مَكَّةَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بما تعلق به ما قبلهما. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {أَظْفَرَكُمْ:} فعل ماض في محل نصب ب‍: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى الله، والكاف مفعول به، و {أَنْ} والفعل الماضي في تأويل مصدر في محل جر بإضافة {بَعْدِ} إليه.

{عَلَيْهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً} انظر إعراب مثل هذه الجملة في الاية رقم [١١] وهي هنا مستأنفة، لا محلّ لها.

{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥)}

الشرح: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: قريشا. {وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} أي: منعوكم من دخول المسجد الحرام عام الحديبية حين أحرم النبي صلّى الله عليه وسلّم مع أصحابه بعمرة، ومنعوا الهدي، وحبسوه عن أن يبلغ محله. وهذا كانوا لا يعتقدونه، ولكنه حملتهم الأنفة، ودعتهم حمية الجاهلية إلى أن يفعلوا ما لا يعتقدونه دينا، فوبخهم الله على ذلك، وتوعدهم عليه، وأدخل الأنس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ببيانه، ووعده.

{وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً:} محبوسا، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم قد ساق سبعين بدنة؛ ليذبحها في الحرم. {أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ:} بكسر الحاء: مكانه الذي يحل فيه نحره؛ أي: يجب، وهو الحرم، وهو بفتح الحاء الموضع الذي يحله الناس. هذا؛ وما حصل للنبي صلّى الله عليه وسلّم وللمسلمين في هذه العمرة من صدّ قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>