للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهون لذهاب صورة الياء المعوض عنها. بل قيل: لا ضرورة فيه؛ لأن هذه الألف لم تنقلب عن الياء، بل هي التي تلحق المنادى البعيد، والمندوب، والمستغاث، فتكون لغة عاشرة، والله أعلم.

الإعراب: {قالَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {إِحْداهُما:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو.

(أبت): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، والمعوض عنها التاء، كما رأيت في الشرح. {اِسْتَأْجِرْهُ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:

«أنت» والهاء مفعول به. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {خَيْرَ:} اسم {إِنَّ} وهو مضاف، و {مَنِ} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، وجملة:

{اِسْتَأْجِرْهُ} صلة {مَنِ،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو:

شخص استأجرته. {الْقَوِيُّ:} خبر (إن). {الْأَمِينُ:} خبر ثان، والجملة الاسمية: {إِنَّ خَيْرَ..}. إلخ تعليل للأمر لا محل لها، والكلام: {يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى اِبْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّالِحِينَ (٢٧)}

الشرح: {قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ} أي: أزوجك. {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ:} قيل: زوّجه الكبرى. وقال الأكثرون: إنه زوجه الصغرى، واسمها: صفوراء، أو: ليا، حسبما رأيت فيما تقدم، وهي التي ذهبت في طلبه، واستدعائه، وهذا؛ وعد منه، ولم يكن عقد نكاح إذ لو كان عقدا؛ لقال: قد أنكحتك، ولعين المعقود عليها له. {عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ:} على أن تكون لي أجيرا ثمان سنين، والحجة: السنة، وجمعها: حجج، قال زهير بن أبي سلمى، وينسب لحماد الراوية: [الكامل]

لمن الدّيار بقنّة الحجر... أقوين مذ حجج ومذ دهر

{فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً} أي: عمل عشر سنين. {فَمِنْ عِنْدِكَ} أي: فالإتمام من عندك؛ أي:

تفضل منك، وتكرم، وليس مشروطا عليك. {وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} أي: ألزمك إتمام العشر. هذا؛ والمشقة: الصعوبة، واشتقاقها من: الشق، فإن ما يصعب عليك يشق عليك اعتقادك في إطاقته، ورأيك في مزاولته.

{سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّالِحِينَ} أي: في حسن المعاملة، ولين الجانب، والوفاء بالمعاهدة، والمراد باشتراطه مشيئة الله فيما وعد من الصلاح: الاتكال على توفيقه تعالى،

<<  <  ج: ص:  >  >>