للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة:

يوصف الله بالعلو، والعظمة، لا بالأماكن، والجهات، والحدود؛ لأنها صفات الأجسام، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء؛ لأنها مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه، وجنته، كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء، والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة؛ وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان، والزمان، ولا مكان له، ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان. انتهى. قرطبي.

الإعراب: {أَأَمِنْتُمْ:} (الهمزة): حرف استفهام مفيد للوعيد، والتهديد. (أمنتم): فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي السَّماءِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. التقدير: ثبت، واستقر سلطانه، وقدرته... إلخ. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَخْسِفَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى {مَنْ،} والمصدر المؤول في محل نصب بدل من {مَنْ} بدل اشتمال. {بِكُمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الْأَرْضَ:} مفعول به. {فَإِذا:} (الفاء):

حرف عطف، وتعقيب. وخذ ما قاله السيوطي-رحمه الله تعالى-فيها: اختلف في هذه الفاء، فقال المازني: هي زائدة لازمة للتأكيد؛ لأن «إذا» الفجائية فيها معنى الإتباع، ولذا وقعت في جواب الشرط موقع الفاء، وهذا ما اختاره ابن جني. وقال مبرمان: هي عاطفة لجملة: (إذا) ومدخولها على الجملة قبلها. واختاره الشلوبين الصغير، وأيده أبو حيان بوقوع «ثم» موقعها في قوله تعالى: {ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ}. وقال الزجاج: دخلت على حد دخولها في جواب الشرط. انتهى. أي: فهي للسببية المحضة، وفي مغني اللبيب نحو هذا.

(إذا): كلمة دالة على المفاجأة هنا، وهي تختص بالدخول على الجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في الابتداء، ومعناها الحال لا الاستقبال، نحو خرجت فإذا الأسد بالباب، وهي حرف عند الأخفش، وابن مالك. ويرجحه: (خرجت فإذا إنّ زيدا بالباب)؛ لأن (إنّ) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. وظرف مكان عند المبرد، وابن عصفور، وظرف زمان عند الزجاج، والزمخشري، وزعم الأخير: أن عاملها فعل مشتق من لفظ المفاجأة، ولا يعرف هذا لغير الزمخشري، وإنما ناصبها عندهم الخبر المذكور في نحو: (خرجت فإذا زيد جالس) والمقدر في نحو: (فإذا الأسد). أي: حاضر، وإذا قدرت: أنها الخبر؛ فعاملها: مستقر، أو استقر. ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرحا به. انتهى. ملخصا من مغني اللبيب.

وعلى اعتبارها ظرف مكان، أو زمان، فهي هنا متعلقة بالفعل {تَمُورُ}. {هِيَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {تَمُورُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {هِيَ} العائد بدوره إلى الأرض. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {هِيَ تَمُورُ} معطوفة على ما قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>