للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {فَلْيَدْعُ:} الفاء: هي الفصيحة. (ليدع): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى أبي جهل المتحدّث عنه في هذه الآيات. {نادِيَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا به، وحاصلا له؛ فليدع. {سَنَدْعُ:} السين: حرف استقبال، ويفيد هنا التحقيق، والتوكيد. (ندع):

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو المحذوفة قراءة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «نحن». {الزَّبانِيَةَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {كَلاّ:} حرف ردع. {كَلاّ:} ناهية. {تُطِعْهُ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: {كَلاّ،} والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَاسْجُدْ:} الواو: حرف عطف.

(اسجد): فعل أمر، وفاعله أنت، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

خاتمة:

أبو جهل كان العدو اللدود للنبي صلّى الله عليه وسلّم منذ بدء الدعوة، وكان على رأس المستهزئين بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وبالمستضعفين، وقد أذله الله في غزوة بدر عند ما وقع جريحا لا يستطيع الحركة بسبب طعنات من شباب الأنصار، وبعد انتهاء المعركة بهزيمة قريش عثر ابن مسعود على أبي جهل مكوما على الأرض، فقال له: أخزاك الله يا عدو الله! ثم داس على رقبته، فقال له: لقد رقيت مرقى عاليا يا رويعي الغنم! فقال ابن مسعود: الإسلام يعلو، ولا يعلى عليه. فقال ابن مسعود: كيف تجدك؟ قال: أخبر محمدا بأني لا أزال أشد عداوة له من ذي قبل. فحز رأسه بسيفه؛ لأن سيف ابن مسعود لم يقطع برقبته لغلظها، ثم جره بشعره حتى ألقاه بين يدي الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فلما أخبره بمقاله. قال: «لا إله إلا الله فرعوني أشد من فرعون موسى» أي: لأن فرعون موسى لما أدركه الغرق قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

انتهت سورة (العلق) شرحا، وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>