للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التثنية. {فِي النّارِ:} متعلقان بمحذوف خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع اسم كان مؤخر. هذا؛ وقرأ الحسن برفع {عاقِبَتَهُما} على الضد من ذلك، وهي قراءة شاذة. {خالِدَيْنِ:} حال من ألف التثنية منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وقرأ الأعمش:

«(خالدان)» على أنه خبر (أنّ) على إلغاء الجار والمجرور: {فِي النّارِ،} أو إلغاء: {فِيها} وهي قراءة شاذة. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خالِدَيْنِ،} وجملة: (كان...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَذلِكَ:} (الواو): حرف استئناف. (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {جَزاءُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {الظّالِمِينَ} مضاف إليه مجرور... إلخ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)}

الشرح: لما انقضى الكلام على المنافقين، واليهود، وضرب الأمثال لهم؛ وعظ المؤمنين موعظة حسنة؛ تحذيرا من أن يكونوا مثل من تقدم ذكرهم؛ لأن الموعظة بعد المصيبة أوقع في النفس لرقة القلوب، والحذر مما يوجب العقاب.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} هذا نداء من الله تعالى للمؤمنين بأكرم وصف، وألطف عبارة؛ أي:

يا من صدقتم الله، ورسوله، وتحليتم بالإيمان؛ الذي هو زينة الإنسان. {اِتَّقُوا اللهَ:} خافوا الله في أوامره، فلا تخالفوها، وفي حدوده، فلا تعتدوها. {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} أي: لينظر كل واحد منكم أيّ شيء قدم لنفسه من الأعمال الصالحة، أو من الأعمال السيئة التي تهلكه، وتوقعه في العذاب الأليم. والمراد ب‍: (غد) يوم القيامة. والعرب تكني عن المستقبل بالغد.

وقيل: ذكر الغد تنبيها على أن الساعة قريبة. قال قراد بن أجدع للنعمان بن المنذر: [الوافر] فإن يك صدر هذا اليوم ولّى... فإنّ غدا لناظره قريب

وانظر شرح {غَداً} في الاية رقم [٢٦] من سورة (القمر). {وَاتَّقُوا اللهَ:} هذه الجملة مؤكدة لما قبلها، تأكيدا لفظيا. وقيل: معنى الأول: اتقوا الله في أداء الواجبات. ومعنى الثاني: واتقوا الله، فلا تأتوا المنهيات. وقيل: التقوى الأولى: التوبة فيما مضى من الذنوب، والثانية: اتقاء المعاصي في المستقبل. {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ:} محيط بأعمالكم صغيرها، وكبيرها، خيرها، وشرها، فيجازيكم به بالخير خيرا، وبالسوء سوآ.

الإعراب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} انظر الاية رقم [٩] من سورة (المجادلة) فالإعراب نفسه، لا يتغير. {اِتَّقُوا اللهَ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، ولفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>