لدى المعاصرين، والجملة الاسمية:{مَنْ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)؛ ومثل الآية الكريمة في وقوع الجملة الشرطية خبرا لأن قول الأخطل التغلبي النصراني وقد حذف اسم إن:[الخفيف]
إنّ من يدخل الكنيسة يوما... يلق فيها جآذرا وظباء
وأيضا قول الأعشى ميمون من قصيدة يمدح فيها قيس بن معديكرب:[الخفيف] إنّ من لام في بني بنت حسّا... ن ألمه، وأعصه في الخطوب
هذا؛ والجملة الاسمية:{إِنَّهُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، إن كانت من مقول السحرة، ومستأنفة، لا محل لها إن كانت من قول الله عز وجل.
الشرح:{وَمَنْ يَأْتِهِ} أي: ربه. {مُؤْمِناً} أي: مات على الإيمان، وذكر العمل الصالح احتراس حتى لا يفهم منه أن الإيمان وحده ينيل صاحبه الدرجات الرفيعة في الجنة، والمراد:
بالصالحات على اختلاف أنواعها، وتفاوت مراتبها مع الكف عن المعاصي والسيئات على اختلاف أنواعها، وتفاوت مراتبها كلاهما بحسب القدرة والاستطاعة. قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} من سورة (التغابن). {فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ:} المنازل الرفيعة في الجنة، و {الْعُلى} جمع: العليا، مثل كبرى، وكبر، وصغرى، وصغر، ولا تنس: أنه قد روعي لفظ (من) في صدر الآية، وروعي معناها في آخرها.
الإعراب:{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً} انظر الآية السابقة. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {عَمِلَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (من). {الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة:{قَدْ عَمِلَ..}. إلخ في محل نصب حال ثانية، من فاعل (يأت) المستتر، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في {مُؤْمِناً} فتكون حالا متداخلة. وقيل: الجملة صفة {مُؤْمِناً،} وهو ضعيف؛ لأنه صفة لموصوف محذوف. {فَأُولئِكَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَهُمُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الدَّرَجاتُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{فَأُولئِكَ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط... إلخ. وانظر تتمة الإعراب في الآية السابقة، والجملة الاسمية:{وَمَنْ يَأْتِهِ..}. إلخ معطوفة على مثلها في الآية السابقة، فهي في محل رفع مثلها. {الْعُلى:} صفة الدرجات مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.