للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل نصب مقول القول. {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان تقدم عليها، وعلى اسمها. {كانَ:} ماض ناقص. {عاقِبَةُ:} اسمها مرفوع، وهو مضاف، والمكذبين مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {كَيْفَ كانَ..}. إلخ: في محل نصب مفعول به للفعل قبلها، المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وجملة: {قُلْ..}.

إلخ مستأنفة لا محل لها.

{قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢)}

الشرح: {قُلْ:} انظر القول في الآية رقم [٢٦] أو [٧/ ٤]. {ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} {ما:}

أطلقت على جميع الموجودات في السموات والأرض من الملك والمخلوقات العاقلة وغيرها، والأصل فيها أن تطلق على غير العاقل، وقد غلب غير العاقل على العاقل، وهو مستعمل في القرآن الكريم بكثرة، وقد يغلب العاقل على غيره، وذلك باستعمال: (من) مكان: {ما} وهو موجود أيضا ومستعمل في القرآن، وانظر {السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وشرحهما في الآية رقم [١]. والمراد بالاستفهام هنا: التوبيخ والتبكيت. {قُلْ لِلّهِ:} هذا تقرير لهم، وتنبيه على أنه المتعين للجواب بالاتفاق بحيث لا يتأتى لأحد أن يجيب بغيره كما نطق به قوله سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ}. انتهى جمل نقلا من أبي السعود. {لِلّهِ:} انظر شرحه في الاستعاذة. {كَتَبَ:} هو في الأصل بمعنى: أوجب، وفرض، ولكن يجب تفسيره هنا ب‍ «وعد» لأنه لا يجب على الله شيء، وانظر شرح (النفس) في الآية رقم [٧/ ٩] وسأتكلم عن {الرَّحْمَةَ} في الآية رقم [٧/ ١٥٥] إن شاء الله تعالى. {يَوْمِ الْقِيامَةِ:} هو اليوم الذي يا قوم فيه الناس من قبورهم للحساب والجزاء، وأصل القيامة: القوامة؛ لأنها من: قام، يا قوم. قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة. وانظر شرح (اليوم) في الآية رقم [١٢٨]. {لا رَيْبَ فِيهِ:} لا شك في وجوده وإتيانه. وانظر الآية رقم [٢/ ٢] تجد ما يسرك. {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} أي: بتعريضها للعذاب الأبدي، وتضييع رأس مالهم الحقيقي، وهو الفطرة الأصلية والعقل السليم، والتفكير القويم، وأي خسران أعظم من خسارة الجنة، والحرمان من نعيمها الذي لا ينقطع؟! وانظر الآية رقم [٥/ ٥] تجد ما يسرك.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {لِمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ:}: معطوف على {السَّماواتِ} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة

<<  <  ج: ص:  >  >>