الشرح:{فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ:} رفعنا عنهم العذاب المذكور في الآية السابقة بسبب دعوة موسى، عليه السّلام. وانظر (نا) في الآية رقم [٧]. {إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ:} إلى زمن هم بالغوه، فمنتهون إليه، ثم يعذبون فيه، أو يهلكون، وهو وقت الغرق، أو الموت المحدد في وقته:{فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}. {إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ:} يخلفون الوعد، وينقضون العهد بعدم إيمانهم؛ الذي وعدوا به مرارا. وأصل النكث من: نكث الصوف، ونحوه؛ ليغزله ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إحكامه، وإبرامه.
الإعراب:{فَلَمّا:} انظر الآية السابقة. {كَشَفْنا:} فعل، وفاعل. {عَنْهُمُ:} متعلقان بما قبلهما. {الرِّجْزَ:} مفعول به. وانظر محل الجملة الفعلية في الآية السابقة. {إِلى أَجَلٍ:}
متعلقان بالفعل قبلهما. {هُمْ:} ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{بالِغُوهُ:} خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل جر صفة:{أَجَلٍ}. {إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ} انظر إعراب مثلها في الآية رقم [١٠٧] و {إِذا} واقعة في جواب (لمّا) و (لمّا) ومدخولها كلام معطوف على مثله في الآية السابقة، لا محل له مثله.
الشرح:{فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ} أي: كافأناهم عقوبة لهم على سوء صنيعهم. وأصل الانتقام في اللغة: سلب النعمة بالعذاب. وانظر (نا) في الآية رقم [٧]. {فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ} أي: في البحر الملح الذي لا يدرك قعره. وقيل: اليم: هو لجة البحر، ومعظم مائه. {بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا} أي: كان هلاكهم بسبب أنهم كذبوا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا، وصدق نبينا. {وَكانُوا عَنْها:}
عن تلك الآيات. {غافِلِينَ:} فلم يتعظوا، ولم يتفكروا فيها. وانظر الآية رقم [٩٠] من سورة (يونس) عليه السّلام.
تنبيه: فإن قيل: إن الله تعالى علم من حال آل فرعون: أنهم لا يؤمنون بتلك الآيات، فما الفائدة من تواليها عليهم، وإظهار الكثير منها؟ فالجواب على مذهب أهل السنة: أن الله تعالى