للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل {اُدْعُ،} و (ما). تحتمل الموصولة والمصدرية. {عَهِدَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {رَبَّكَ،} والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، والعائد محذوف؛ إذ التقدير:

بالذي عهده، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:

بعهده. {عِنْدَكَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله. {إِنَّنا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): في محل نصب اسمها. {لَمُهْتَدُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (مهتدون): خبر (إنّ) مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية: {إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ} مرتبة على مقدر؛ أي: إن كشفت عنّا العذاب فإنّا مؤمنون، يدلّ عليه قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٣٣]: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ} هذا؛ والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالُوا..}. إلخ لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين في الفاء.

{فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠)}

الشرح: {فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ} أي: الذي طلبوا من موسى أن يسأل الله أن يرفعه عنهم، وكانوا ينقضون عهدهم، ويخلفون وعدهم في كل مرة من مرات العذاب المذكورة في قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ..}. إلخ رقم [١٣٣] من سورة (الأعراف) فكانوا في كل مرة يعدون موسى عليه السّلام إن كشف عنهم هذا أن يؤمنوا به، ويرسلوا معه بني إسرائيل، فإذا انكشف عنهم رجعوا إلى خبثهم ومكرهم، كما قال تعالى عنهم في سورة (الأعراف) رقم [١٣٣]: {وَلَمّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٣٤) فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ} وأصل النكث من: نكث الصوف، ونحوه؛ ليغزله ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إحكامه، وإبرامه وانظر ما ذكرته في سورة (الفتح) رقم [١٠].

الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف، وقبلها كلام مقدر، التقدير: فدعا موسى ربه، فلما كشفنا. (لمّا): انظر الآية رقم [٣٠]. {كَشَفْنا:} فعل، وفاعل. {عَنْهُمُ:} متعلقان بما قبلهما. {الْعَذابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا. {إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ:} انظر الآية رقم [٤٧].

{وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١)}

الشرح: {وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ:} نادى بنفسه عظماء القبط، أو أمر مناديا فنادى. {قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ:} لا ينازعني فيه أحد. {وَهذِهِ الْأَنْهارُ:} أنهار النيل، وأعظمها

<<  <  ج: ص:  >  >>