الإعراب:{أَنْظِرْنِي:} فعل دعاء، والفاعل مستتر، تقديره:«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به، {إِلى يَوْمِ:} متعلقان به. {يُبْعَثُونَ:} مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمِ} إليها، والجملة الفعلية:{أَنْظِرْنِي} في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ:} انظر إعراب مثلها في الآية رقم [١٣]، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ إِنَّكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{فَبِما أَغْوَيْتَنِي:} قال الخازن: يعني: فبأي شيء أضللتني. وقال الزمخشري:
فبسبب إغوائك إياي لأقعدن لهم، ثم قال: والمعنى فبسبب وقوعي في الغي لأجتهدن في غوايتهم؛ حتى يفسدوا بسببي، كما فسدت بسببهم. وقال سليمان الجمل: غرضه بهذا أخذ ثأره منهم؛ لأنه لما طرد، ومقت بسببهم على ما تقدم أحب أن ينتقم منهم أخذا بالثأر. {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} أي: لبني آدم ترصدا بهم، كما يقعد القطاع على الطرقات. {صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ:} دين الإسلام، أو الطريق الموصل إلى مرضاتك.
عن سبرة بن أبي الفاكه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقة، قعد له في طريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دين آبائك، وآباء آبائك؟! فعصاه، وأسلم، وقعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر، وتذر أرضك، وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطّول؟! فعصاه، فهاجر. وقعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد، فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة، ويقسم المال؟! فعصاه، فجاهد. قال: فمن فعل ذلك؛ كان حقّا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق؛ كان حقّا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقّا على الله أن يدخله الجنة». أخرجه النسائي. انتهى خازن.
أقول: وقس على ذلك جميع أبواب الخير، فإن الشيطان يصد الناس عنها. وانظر الآية رقم [٢٦٧] من سورة (البقرة). بعد هذا انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {الْمُسْتَقِيمَ:} انظر إعلاله في الآية رقم [١٦] من سورة (المائدة).
الإعراب:{قالَ:} ماض، والفاعل مستتر تقديره:«هو» يعود إلى {إِبْلِيسَ}. {فَبِما:}
الفاء: صلة، أو هي الفصيحة على مثال ما رأيت في الآية رقم [١٣] الباء: حرف جر. (ما):
مصدرية. {أَغْوَيْتَنِي:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والنون للوقاية، وانظر إعراب:(جعلنا) في الآية رقم [١٠] و (ما) المصدرية، والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، أو أحلف؛ لأن الباء على قسم مقدر،