للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة القمر]

بسم الله الرّحمن الرّحيم سورة (القمر)، وهي مكية في قول الجمهور، وهي خمس وخمسون آية، وثلاثمئة واثنتان وأربعون كلمة، وألف وأربعمئة، وثلاثة وعشرون حرفا. انتهى. خازن، وذكرت لك في أول سورة (ق) أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-سأل أبا واقد الليثي ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في الأضحى والفطر، فقال: كان يقرأ فيهما ب‍: (ق) و (اقتربت). أخرجه مسلم وأصحاب السنن.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَاِنْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)}

الشرح: {اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ} أي: دنت وقربت مثل {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} في سورة (النجم) رقم [٥٧]. أي: فهي بالإضافة إلى ما مضى قريبة؛ لأنه قد مضى أكثر الدنيا، كما روى قتادة عن أنس -رضي الله عنه-قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد كادت الشمس تغيب، فقال: «ما بقي من دنياكم فيما مضى إلاّ مثل ما بقي من هذا اليوم فيما مضى». وما نرى من الشمس إلا يسيرا.

هذا؛ وانظر شرح {السّاعَةُ} في الاية رقم [٦١] من سورة (الزخرف). هذا؛ وقال تعالى في أول سورة (النحل): {أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ،} وقال تعالى في أول سورة (الأنبياء): {اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}. هذا؛ وقيل: في اقترب زيادة مبالغة في قرب.

{وَانْشَقَّ الْقَمَرُ:} انشقاق القمر آية من آيات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الظاهرة، ومعجزاته الباهرة، يدل عليه ما روي عن أنس-رضي الله عنه-: أن أهل مكة سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين. أخرجه البخاري ومسلم، وزاد الترمذي، فنزلت: {اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ..}. إلخ. ولهما عن ابن مسعود-رضي الله عنه-، قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقتين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اشهدوا». وفي رواية أخرى؛ قال: بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمنى؛ إذ انفلق القمر فلقتين: فلقة فوق الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«اشهدوا!». وعن جبير بن مطعم-رضي الله عنه-قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فصار فرقتين، فقالت قريش: سحر محمد أعيننا. فقال بعضهم: لئن كان سحرنا؛ ما يستطيع أن

<<  <  ج: ص:  >  >>