مفعول به، وهو مضاف، و {اللهُ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها {إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ} انظر إعراب: {إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ:} في الآية رقم [٤٣] فهو مثله، ولا تنس: أنّ {إِيّاهُ} ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم للفعل بعده، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه؛ إذ التقدير: إن كنتم إياه تعبدون؛ فاشكروا نعمته جلّت قدرته، وتعالت حكمته.
الشرح: هذه الآية مذكورة بحروفها كاملة في الآية رقم [١٧٣] من سورة (البقرة)، وهي هناك مشروحة شرحا وافيا، ومعربة إعرابا كاملا، انظرها، وقد حذوت حذو القرطبي، والخازن رحمهما الله تعالى، فإنهما لم يذكرا فيها شيئا هنا، وأحالا على الآية المذكورة، كما: أنّ آية الأنعام رقم [١٤٥] تضمنت أكثر أحكامها، انظرها أيضا، والله ولي التوفيق.
الشرح:{وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ:} هذا نهي للكفار الذين كانوا يحرمون، ويحلّلون من غير استناد إلى كتاب، أو سنّة؛ أي: لا تقولوا الكذب على الله تعالى لأجل كلام تنطق به ألسنتكم من غير دليل، ولا حجة تعتمدونها. {هذا حَلالٌ:} إشارة إلى ما كانوا يحلونه من ميتة بطون الأنعام. {وَهذا حَرامٌ:} إشارة إلى ما كانوا يحرمونه من البحيرة، والسائبة، ونحو ذلك. {لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} أي: لا تقولوا: إن الله أمرنا بكذا، ونهانا عن كذا، فتكذبوا على الله، وتفتروا عليه. {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} أي: لا ينجون من العذاب.
وقيل: لا يفوزون بخير لأن الفلاح هو الفوز بالخير والنجاح. هذا؛ ويقرأ (الكذب) الأول:
بضم الكاف، والذال، والباء، ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال مع فتح الباء وكسرها. وانظر الآية رقم [٦٢].
هذا؛ والحلال: ضد الحرام، وهو ما أبيح تناوله، وأكله إن كان يؤكل، ولم يضر بالبدن ضررا بينا، أما الحرام، والمحرم: فهو في الأصل كلّ ممنوع، قال تعالى:{وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ} فالحرمات كل ممنوع منك، ممّا بينك وبين غيرك، قولهم: لفلان بي حرمة؛ أي: أنا ممتنع من مكروهه، وحرمة الرجل محظورة به عن غيره، وقوله تعالى:{وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} فالمحروم هو: الممنوع من المال، والتلذذ به، والإحرام بالحج، والعمرة هو: المنع من أمور