للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة ثانية للموصوف المحذوف، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية: (إن للمتقين...) إلخ على الوجهين المعتبرين فيها. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {تُوعَدُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والثاني محذوف، وهو العائد، والجملة صلة الموصول لا محل لها، التقدير:

هذا الذي توعدونه. {لِيَوْمِ:} متعلقان بما قبلهما، و (يوم) مضاف، و {الْحِسابِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقيل لهم، أو: ويقال لهم: هذا ما توعدون... إلخ.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هذا:} اسمها. {لَرِزْقُنا:} اللام: هي المزحلقة. (رزقنا):

خبر {إِنَّ،} و (نا): في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، ومفعوله محذوف، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول للقول المحذوف، الذي رأيت تقديره. {ما:}

نافية. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {نَفادٍ:}

مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان ل‍: {إِنَّ،} أو في محل نصب حال من (رزقنا)، والرابط: الضمير المجرور محلا باللام على الاعتبارين.

{هذا وَإِنَّ لِلطّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨)}

الشرح: {هذا} أي: الأمر هذا، أو: خذ هذا الذي مر ذكره، وهو ما أعده الله للمتقين.

وهي كلمة يستعملها الفصيح عند الخروج من كلام إلى كلام، كقوله تعالى في سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم رقم [٤]: {ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ}. {وَإِنَّ لِلطّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} أي: وإن للكافرين الذين كذبوا الرسل، وعاثوا في الأرض فسادا لشر منقلب يصيرون إليه في الآخرة. ثم فسره بقوله:

{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها} أي: يحترقون فيها. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٦٣] من سورة (الصافات) {فَبِئْسَ الْمِهادُ} أي: المهد المفترش، مستعار من فراش النائم، وهو كقوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ} الآية رقم [٤١] من سورة (الأعراف). والمعنى: إن جهنم محيطة بهم من تحتهم، ومن فوقهم، كالفراش، واللحاف، استعيرت جهنم لهما. هذا؛ وفي هذه الآيات مقابلة لما في الآيات [٤٩] وما بعدها. {هذا} أي: الأمر والشأن هذا. {فَلْيَذُوقُوهُ:} انظر مثل هذا الذوق في الآية رقم [٣٨] من سورة (الصافات). {حَمِيمٌ وَغَسّاقٌ:} الحميم: هو الماء الحار المحرق. والغساق: هو ما يسيل من جلود أهل النار من الصديد، والدم. وقيل: الحميم: الحار

<<  <  ج: ص:  >  >>