للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية رقم [١٧٣] من سورة (آل عمران)، ما أحراك أن تنظر شرحها هناك! هذا؛ وعن أم شريك رضي الله عنها: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بقتل الأوزاغ. متفق عليه، وزاد البخاري، وقال: (كان ينفخ النّار على إبراهيم) وفي كتاب الترغيب والترهيب أحاديث كثيرة تحث على قتل الأوزاغ.

الإعراب: {قالُوا:} فعل، وفاعله، والألف للتفريق، وانظر الآية رقم [٢٦] من سورة (مريم) عليها السّلام. {حَرِّقُوهُ:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب (اشربي) في الآية رقم [٢٦] من سورة (مريم) عليهاالسّلام، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وما بعدها معطوف عليها. {آلِهَتَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، وانظر إعراب مثل: {إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ} في الآية رقم [٧] هذا؛ والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩)}

الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: لو لم يقل: (سلاما) لمات إبراهيم من بردها. وفي بعض الآثار: إنه لم يبق نار يومئذ في الأرض إلا طفئت: فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم، ولو لم يقل: على إبراهيم؛ لبقيت ذات برد أبدا، وقيل: إن الملائكة أخذت بضبعي إبراهيم، فأقعدوه على الأرض، فإذا عين ماء عذب، وورد أحمر، ونرجس، قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم عليه السّلام إلا وثاقه، قالوا: وكان إبراهيم عليه السّلام في ذلك الموضع سبعة أيام لم يقدر أحد أن يقرب من النار قاله المنهال بن عمرو، قال إبراهيم عليه السّلام: (ما كنت أيّاما قطّ أنعم منّي من الأيام التي كنت في النار). قيل: وبعث الله تعالى ملك الظل في صورة إبراهيم، فقعد إلى جنبه يؤنسه، قالوا: وبعث الله جبريل عليه السّلام بقميص من حرير الجنة، وطنفسة فألبسه القميص، وأقعده على الطنفسة، وقعد معه يحدثه.

أقول: وهذا القميص ورثه إسحاق من إبراهيم، وورثه يعقوب من إسحاق، وكان يعقوب قد وضعه في قصبة، وعلقه في عنق يوسف، ولما ألقي في الجب؛ أتى جبريل، وأخرجه من القصبة، وألبسه إياه، صلّى الله على نبينا، وحبيبنا، وعلى إبراهيم، ونسله الصالحين، وسلم تسليما كثيرا. ثم نظر نمرود وأشرف على إبراهيم من صرحه الذي بناه، فرآه جالسا في روضة، والملك قاعد إلى جنبه، وما حوله نار تحرق الحطب، فناداه يا إبراهيم! هل تستطيع أن تخرج منها؟! قال: نعم! قال: هل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك؟! قال: لا! قال: قم فاخرج منها.

فقام إبراهيم عليه السّلام يمشي فيها؛ حتى خرج منها، فلما وصل إليه، قال: يا إبراهيم! من الرجل الذي رأيته معك مثلك في صورتك، قاعدا إلى جنبك، قال: ذلك ملك الظل أرسله إليّ

<<  <  ج: ص:  >  >>