بنفسها. قال الفراء: العرب تجعل لام كي في موضع: «أن» في: (أراد، وأمر) وإليه: ذهب الكسائي أيضا. انتهى. جمل نقلا من السمين. هذا؛ ومثل هذه الاية قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٢٦]: {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ،} والاية رقم [٧١] من سورة (الأنعام): {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ،} والاية رقم [٣٣] من سورة (الأحزاب) ومثل ذلك كله قول كثير عزة وهو الشاهد رقم [٣٩٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الطويل] أريد لأنسى ذكرها فكأنما... تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل
{نُورَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {بِأَفْواهِهِمْ:} متعلقان بالفعل (يطفئوا)، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَاللهُ:}(الواو): واو الحال. (الله): مبتدأ. {مُتِمُّ:}
خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {نُورِهِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ وقرئ بتنوين «(متم)» ونصب «(نوره)» على أنه مفعول به صريح، والجملة الاسمية:(الله متم نوره) في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو وإعادة اللفظ الكريم، وجاءت الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف كجزئه، انظر الاية رقم [١٠] من سورة (الممتحنة). {وَلَوْ:}(الواو): حرف عطف. (لو): وصلية، والجملة الفعلية:
{كَرِهَ الْكافِرُونَ} معطوفة على ما قبلها، والمفعول محذوف، تقديره: ولو كره الكافرون إتمام نوره. وانظر الاية التالية:
الشرح:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى} أي: الله هو الذي بعث محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالقرآن، والإسلام. {وَدِينِ الْحَقِّ} أي: دين الإسلام. {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} أي: ليعليه على جميع الأديان بالحجج الدامغات، والبراهين الساطعات بالإضافة لما ذكرته في الاية السابقة. وخذ ما يلي:
فعن تميم الداري-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر، ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، يعز عزيزا، ويذل ذليلا، عزّا يعز الله به الإسلام، وذلاّ يذل الله به الكفر». فكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير، والشرف، والعز، ولقد أصاب من كان كافرا منهم الذل، والصغار، والجزية. أخرجه الإمام أحمد في مسنده. {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ:} هو مثل الاية السابقة.
قال الجمل-رحمه الله تعالى-: فإن قيل: قال أولا: {وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ،} وقال ثانيا {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} فما الحكمة في ذلك؟ أجيب: بأنه تعالى أرسل رسوله، وهو من نعم الله تعالى، والكافرون كلهم في كفران النعم سواء، فلهذا قال:{وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ؛} لأن لفظ