للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ:} تتضرع إلى الله في تفريج كربتها. انظر ما تقدم. {وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما} أي: والله-جل وعلا-يسمع حديثكما، ومراجعتكما الكلام. قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: ومعنى سماعه تعالى لقولها: إجابة دعائها، لا مجرد علمه تعالى بذلك، وهو كقول المصلي: سمع الله لمن حمده. {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ} أي: لمن يناجيه، ويتضرع إليه. {بَصِيرٌ} أي:

بأعمال العباد، لا تخفى عليه خافية من أمرهم. وهما من صيغ المبالغة، وهما من صفات الذات، كالعلم، والقدرة، والحياة، والإرادة؛ أي: لم يزل الخالق-جل وعلا-متصفا بذلك.

وفي الوقت نفسه يعدان من الأسماء الحسنى. تأمل، وتدبر.

فائدة: هذه السورة أول النصف الثاني من القرآن باعتبار عدد السور، فهي الثامنة والخمسون منها، وليس فيها آية إلا وفيها ذكر الجلالة مرة، أو مرتين، أو ثلاثا، وجملة ما فيها من الجلالات خمس وثلاثون. انتهى. جمل.

الإعراب: {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {سَمِعَ:} فعل ماض. {اللهُ:}

فاعله، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. {قَوْلَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الَّتِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله.

{تُجادِلُكَ:} فعل مضارع، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى {الَّتِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {فِي زَوْجِها:} متعلقان بما قبلهما، (وها): في محل جر بالإضافة. {وَتَشْتَكِي:} الواو: حرف عطف. (تشتكي): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {الَّتِي} أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِلَى اللهِ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به. {وَاللهُ:}

(الواو): واو الحال. (الله): مبتدأ. {يَسْمَعُ:} فعل مضارع. والفاعل يعود إلى (الله)، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو وإعادة الاسم الكريم بلفظه للتفخيم والتعظيم. وقيل: الجملة مستأنفة.

{تَحاوُرَكُما:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {سَمِيعٌ بَصِيرٌ:}

خبران ل‍: {إِنَّ}. والجملة الاسمية تعليلية، أو مستأنفة لا محلّ لها على الاعتبارين.

{الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢)}

الشرح: {الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ} أي: الذين يقولون لنسائهم: أنتن كظهور أمهاتنا، يقصدون بذلك تحريمهن عليهم، كتحريم أمهاتهم؛ لسن في الحقيقة أمهاتهم، وإنما هن

<<  <  ج: ص:  >  >>