للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها، أو هي تعليل لما قبلها، فلا محل لها.

{بِأَلْسِنَتِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة: {وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ:} معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها، والكاف في محل جر بالإضافة. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، و (تقولون) بمعنى: تنطقون. {لَيْسَ:}

ماض ناقص. {لَكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر {لَيْسَ} تقدم على اسمها. {بِهِ:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، أو بمحذوف حال من {عِلْمٌ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا... إلخ.

{عِلْمٌ:} اسم {لَيْسَ} مؤخر، والجملة الفعلية صلة ما، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا بالباء. {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً:} معطوفة على ما قبلها. {وَهُوَ:} الواو: واو الحال.

(هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {عَظِيمٌ} بعده، و (عند) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {عَظِيمٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير.

{وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦)}

الشرح: {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ..}. إلخ: هذا عتاب لجميع المؤمنين، أي: كان ينبغي عليكم أن تنكروه، ولا تتناقلوه بألسنتكم، وكان الواجب عليكم أن تنزهوا الله عن أن يقع من زوج نبيه صلّى الله عليه وسلّم وأن تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان، وحقيقة البهتان أن يقال في الإنسان ما ليس فيه، والغيبة أن يقال في الإنسان ما فيه، وهذا المعنى جاء في قوله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: «أتدرون ما الغيبة؟». قالوا: الله، ورسوله أعلم! قال: «ذكرك أخاك فيما يكره لو بلغه ذلك». قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهتّه». رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، عن أبي هريرة-رضي الله عنه-.

هذا؛ و {سُبْحانَكَ:} هنا للتعجب من عظم الأمر. قال في الكشاف: فإن قلت: ما معنى التعجب في كلمة التسبيح؛ قلت: الأصل في ذلك أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثم كثر، حتى استعمل في كل متعجب منه، أي بدون ملاحظة معنى التنزيه، أو لتنزيه الله تعالى من أن تكون حرمة نبيه فاجرة، فإنه لا يجوز؛ للتنفير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو خلاف مقصود الإرسال بخلاف كفرها. انتهى.

تنبيه: حث الله المؤمنين على تنزيه الله، وتقديسه من أن تكون امرأة نبيه فاجرة، وإنما جاز أن تكون امرأة النبي كافرة، كالذي حصل من امرأة نوح، وامرأة لوط، ولم يجز أن تكون فاجرة؛ لأن النبي مبعوث إلى الكفار، ليدعوهم إلى التوحيد، والإيمان، فيجب أن لا يكون معه ما ينفرهم عنه،

<<  <  ج: ص:  >  >>