للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل هذا أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم. وإنما أحوج سيبويه إلى ذلك؛ لأن حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها. انتهى. جمل نقلا عن السمين. {يَنْزِعُ:} مضارع، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى {الشَّيْطانُ}. {عَنْهُما:} متعلقان به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {لِباسَهُما:} مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لِيُرِيَهُما:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى {الشَّيْطانُ} أيضا، والهاء: مفعول به. {سَوْآتِهِما:} مفعول به منصوب كما في الآية السابقة، والهاء في محل جر بالإضافة، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {يَنْزِعُ} والجملة الفعلية:

{يَنْزِعُ..}. إلخ في محل نصب حال من فاعل أخرج المستتر، أو من أبويكم، والرابط على الاعتبارين هو الضمير فقط. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. {يَراكُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {الشَّيْطانُ} والكاف مفعول به، والفعل بصري فلذا اكتفى بمفعول واحد، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: (إنّ...) إلخ مفيدة للتعليل لا محل لها. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر في الفعل. {وَقَبِيلُهُ:} معطوف على الضمير المستتر في الفعل، وسوغ ذلك توكيده بالضمير المنفصل، والهاء في محل جر بالإضافة.

هذا؛ وقرئ بالنصب، وخرج على وجهين: أحدهما عطفه على اسم (إنّ)، وثانيهما على أنه مفعول معه. {مِنْ حَيْثُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، أو هما متعلقان بالفعل قبلهما، و {حَيْثُ} مبني على الضم في محل جر. والجملة الفعلية: {لا تَرَوْنَهُمْ} في محل جر بإضافة {حَيْثُ} إليها. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): في محل نصب اسمها، وقد حذفت نونها للتخفيف، وبقيت الألف دليلا عليها. {جَعَلْنَا:} فعل، وفاعل، وانظر الآية رقم [٩].

{الشَّياطِينَ:} مفعول به أول. {أَوْلِياءَ:} مفعول به ثان. {لِلَّذِينَ:} متعلقان بمحذوف صفة:

{أَوْلِياءَ} وجملة: {لا يُؤْمِنُونَ} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، وجملة:

{جَعَلْنَا..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ) والجملة الاسمية تعليل آخر للنهي، فهي مؤكدة لسابقتها، أو هي مستأنفة، ولا محل لها على الوجهين.

{وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٢٨)}

الشرح: {وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً} أي: فعل العرب فعلة متناهية في القبح، والشناعة، كعبادة الصنم، وكشف العورة في الطواف. ويدخل فيها جميع المعاصي، والكبائر. {قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها:} اعتذروا عن كفرهم، وسوء أعمالهم، واحتجوا بأمرين: تقليد الآباء،

<<  <  ج: ص:  >  >>