الإعراب:{قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى موسى عليه السّلام. {لا:} ناهية. {تُؤاخِذْنِي:}
مضارع مجزوم ب:{لا،} والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {بِما:} متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء نسيته، وعلى اعتبارها مصدرية تؤوّل بما بعدها بمصدر في محل جرّ بالباء، التقدير: بنسياني وصيتك. {وَلا:} الواو: حرف عطف. {(لا تُرْهِقْنِي):} مضارع مجزوم ب: (لا) والفاعل تقديره:
«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول. {مِنْ أَمْرِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو بالمصدر بعدهما، أو بمحذوف حال منه، كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {عُسْراً:}
مفعول به ثان، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، وجملة:{وَلا تُرْهِقْنِي..}. إلخ معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{فَانْطَلَقا} أي: يمشيان في الأرض بعد خروجهما من السفينة، ومعهما يوشع، وإنما لم يذكر في الآيات الثلاث؛ لأنه تابع لموسى فالمقصود ذكر موسى، والخضر، ويكون اكتفى بذكر المتبوع عن التابع. وقيل: الأظهر: أن موسى صرف فتاه لمّا لقي الخضر، وهو ضعيف. {حَتّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ:} روي: أن الخضر وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا، فأضجعه، ثم ذبحه بالسكين، كما روي: أنه أخذ رأسه بيده، فاقتلعه. وروي: أنه أخذ حجرا، فضرب به رأسه؛ حتى دفعه، فقتله. قال أبو العالية: لم يره إلا موسى، ولو رأوه؛ لحالوا بينه وبين الغلام.
قال القرطبي: ولا اختلاف بين هذه الأحوال الثلاثة، فإنه يحتمل أن يكون دفعه أولا بالحجر، ثم أضجعه، فذبحه، ثم اقتلع رأسه. والله أعلم بما كان من ذلك، وحسبك بما جاء في الصحيح، وهو يعني الروايتين الأولى، والثانية. هذا؛ وقد اختلف في الغلام: هل كان بالغا أم لا؟ فالجمهور على أنه لم يكن بالغا؛ ولذلك قال موسى:{أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً} أي: لم تذنب، ولم تدرك الحنث، وهو الذي يقتضيه لفظ الغلام، فإن الغلام في الرجال يقع على من لم يبلغ، وتقابله الجارية في النساء. وقد قتله الخضر لما علم من سره، وأنه طبع كافرا، كما في صحيح الحديث، وأنه لو أدرك؛ لأرهق أبويه كفرا، وقتل الصغير غير مستحيل إذا أذن الله في ذلك، فإن الله تعالى الفعال لما يريد، القادر على ما يشاء. انتهى. قرطبي بتصرف.