للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {لَأُقَطِّعَنَّ:} مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، واللام واقعة في جواب قسم محذوف، والنون حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنا» والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف، وكأنه قال: بعزتي وعظمتي؛ لأقطعن، وهذا الكلام في محل نصب مقول القول. {أَيْدِيَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَأَرْجُلَكُمْ:}

معطوف على ما قبله. {مِنْ خِلافٍ:} متعلقان بمحذوف حال من (الأيدي والأرجل) التقدير:

مختلفة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ:} إعرابه مثل إعراب: {لَأُقَطِّعَنَّ} والجملة معطوفة عليها، والميم في الكل حرف دال على جماعة الذكور. {أَجْمَعِينَ:} تأكيد لمدلول الكاف، والميم، فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{قالُوا إِنّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (١٢٥)}

الشرح: {قالُوا} أي: السحرة الذين آمنوا مجيبين إلى فرعون. {إِنّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ:}

راجعون إلى ربنا بالموت لا محالة، فلا نبالي بوعيدك، وتهديدك، فهو الذي يفصل بيننا، وبينك بالحق، وهو خير الحاكمين، فكأنهم استلذوا العذاب رغبة في الأجر، والثواب حين خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان. هذا؛ وانظر «القول» في الآية رقم [٥] وشرح: {رَبِّنا} في الآية رقم [٣].

الإعراب: {قالُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا):

اسمها، وقد حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {إِلى رَبِّنا:} متعلقان باسم الفاعل بعدهما، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {مُنْقَلِبُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ وفاعله ضمير مستتر تقديره: «نحن»، والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ (١٢٦)}

الشرح: {وَما تَنْقِمُ مِنّا..}. إلخ: وما تكره منا. وقال عطاء: معناه: ما لنا عندك من ذنب تعذبنا عليه إلا الإيمان بربنا، والتصديق بآياته لما ظهرت لنا، ووضحت. ثم توجهوا إلى الله بهذا الدعاء: {رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً} أي: أفض، واصبب علينا صبرا كاملا تامّا. {وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ} أي: أمتنا على دين الإسلام، وهو دين خليلك إبراهيم، عليه الصلاة والسّلام.

قال ابن عباس-رضي الله عنهما-كانوا في أول النهار سحرة، وآخر النهار شهداء. قال الكلبي: إن فرعون قطع أيديهم، وأرجلهم، وصلبهم. وقال غيره: لم يقدر عليهم لقوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>