للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّار جنة عدن، إن عملت بما... يرضي الإله، وإن خالفت فالنّار

هما محلاّن ما للنّاس غيرهما... فانظر لنفسك ماذا أنت مختار؟

الإعراب: {وَالَّذِينَ}: معطوف على سابقيه. {صَبَرُوا}: ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اِبْتِغاءَ}: مفعول لأجله، وقيل: هو حال بمعنى مبتغين، والأول أقوى، {اِبْتِغاءَ}:

مضاف، و {وَجْهِ}: مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، و {وَجْهِ}:

مضاف، و {رَبِّهِمْ}: مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {صَبَرُوا..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {وَأَقامُوا الصَّلاةَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {مِمّا}: جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. و (ما):

تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍ «من»، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: من الذين، أو من شيء رزقناهم إياه، واعتبار (ما) مصدرية ضعيف هنا. {سِرًّا وَعَلانِيَةً} حالان بمعنى: مسرين ومعلنين، قال أبو البقاء: هما مصدران في موضع الحال أي: ذوي سر وعلانية، أو هما مفعولا مطلق، أي: إنفاق سر وعلانية، أو على الظرفية؛ أي: وقتي سر وعلانية، وجملة: {وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها، هذا؛ وإعراب: {أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ} مثل إعراب: {أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ} في الآية رقم [٢٠] بلا فارق، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (الذين) الأول على اعتباره مبتدأ، ومستأنفة على الاعتبارات الأخرى فيه، وعلى الاعتبار الأول فالجملة الاسمية: {الَّذِينَ يُوفُونَ} .. {أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ} مستأنفة لا محل لها.

{جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣)}

الشرح: {جَنّاتُ}: جمع جنة، وهي في الأصل: البستان الكثير الأشجار، وسميت الجنة بذلك؛ لأنها تجن، أي: تستر من يدخل فيها لكثرة أشجارها وكثافتها، وانظر أسماء الجنات في الآية رقم [٢٥] من سورة (يونس) عليه السّلام، و {عَدْنٍ}: إقامة وخلود، يقال: عدن بالمكان: إذا أقام به، ومنه المعدن، أي: الموجود في باطن الأرض، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «عدن دار الله، الّتي لم ترها عين قطّ، ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها إلاّ ثلاثة: النّبيّون والصّدّيقون، والشهداء، يقول الله: طوبى لمن دخلك». رواه الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وانظر الآية رقم [٧٣] من سورة (التوبة) إن أردت أن تعرف المزيد من رضوان الله على المطيعين من أولي الألباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>