{الْحَكِيمُ:} بتدبير ما في السماء والأرض، والحكيم في أمره، وتدبير شئون عباده؛ وهو الحكيم في جميع أفعاله. {الْخَبِيرُ:} بكل ما كان، وما يكون، والخبير بشئون عباده، وما ببواطنهم، وأسرارهم، وأحوالهم. وفي الآية دليل واضح على أنه سبحانه يحب الحمد والمدح لنفسه؛ لأنه حمد نفسه في هذه الآية، وفي غيرها كثير. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{الْحَمْدُ:} مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لفظ الجلالة، أو هو بدل منه، ويجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف، وأن يكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: أعني، أو أمدح. {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
{فِي السَّماواتِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، التقدير: له الذي يوجد في السموات، والجملة الاسمية هذه صلة الموصول، لا محل لها. {وَما فِي الْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله عطف مفرد على مفرد وإعرابه مثله، وإن قدرت: وله ما في الأرض؛ فالعطف يكون عطف جملة اسمية على مثلها. {وَلَهُ:} الواو: حرف عطف. {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْحَمْدُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {فِي الْآخِرَةِ:} متعلقان بالحمد؛ لأنه مصدر، أو هما متعلقان بمحذوف حال منه على رأي من يجيز مجيء الحال من المبتدأ. {وَهُوَ:} الواو: حرف عطف. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ:} خبران للمبتدإ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا، واعتبارها حالا من الضمير المجرور محلا باللام غير مستبعد، والرابط: الواو، والضمير. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} أي: يدخل في الأرض من المطر، والكنوز، والأموات، والدفائن. {وَما يَخْرُجُ مِنْها} أي: من النبات، والشجر، والعيون، والمعادن، والأموات؛ إذا بعثوا يوم القيامة. {وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ} أي: من المطر، والثلج، والبرد، والصواعق والأرزاق، والمقادير، والبركات، والملائكة، والكتاب؛ التي أنزلها على الرسل. {وَما يَعْرُجُ فِيها} أي: صعد في السماء من الملائكة، وأعمال العباد، والأبخرة، والأدخنة، والغبار، وغير ذلك. {وَهُوَ الرَّحِيمُ:} بعباده حيث خلق من الأرض، أو أنزل من السماء ما يحتاجون إليه في معاشهم، وتأمين حاجياتهم. {الْغَفُورُ:} للمذنبين، والمقصرين في شكر نعمته مع كثرتها، أو: هو يغفر لهم ذنوبهم في الآخرة مع ما له من سوابق هذه النعم الفائتة للحصر، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها}.