للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متصل في محل نصب اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَمُخْرَجُونَ:} اللام:

هي المزحلقة. (مخرجون): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية:

{أَإِنّا} مؤكدة لما قبلها، والاستفهام فيها مبالغة بالإنكار، وقرئ بدون الاستفهام فيها. فيكون الإنكار حصل بالأولى، وهذه مرتبطة فيها من جهة التوكيد، فالإنكار بالأولى إنكار فيها أيضا، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ..}. مستأنفة، لا محل لها.

{لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨)}

الشرح: {لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ} أي: هذا الوعد، وهو: البعث بعد الموت، والحساب، والجزاء. {وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ} أي: وعد آباءنا قوم زعموا أنهم رسل من قبل مجيء محمد، فلم نرهم بعثوا، ولم نر لذلك حقيقة قولهم هذا؛ لأنهم ظنوا: أن البعث، والإعادة بعد الموت إنما يكونان في الدنيا، وهم لم يروا، ولم يسمعوا: أن أحدا خرج من قبره بعد موته. {إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أي: ما هذا الذي يقوله محمد: «إننا نبعث بعد الموت» إلا أكاذيب الأولين، وترهاتهم، وخرافاتهم؛ التي سطروها. هذا؛ والآية بحروفها مذكورة في سورة (المؤمنون) برقم [٨٣] مع ملاحظة تقديم، {هذا} على {نَحْنُ} هنا؛ لأن المقصود بالذكر هو البعث، وأخر في سورة (المؤمنون) {هذا} على {نَحْنُ} فالمقصود به المبعوثون نظرا إلى الاهتمام. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه، وانظر شرح (أساطير) في الآية رقم [٥] من سورة (الفرقان).

الإعراب: {لَقَدْ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف، أو هي لام الابتداء. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {وُعِدْنا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {هذا:} الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع توكيد ل‍: (نا). {وَآباؤُنا:} الواو: حرف عطف. (آباؤنا):

معطوف على (نا) بعد توكيدها، و (نا): في محل جر بالإضافة. {مِنْ قَبْلُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: {وُعِدْنا،} أو بمحذوف صفة: (آباؤنا)، أي: الكائنون من قبلنا، ومقتضى القاعدة أن يكونا متعلقين بمحذوف حال منه؛ لأنه معرفة بالإضافة للضمير، ولكن المراد به الماضي، وهو لا يتفق مع الحال. تأمل، وبني (قبل) على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، وجملة: {لَقَدْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المقدر، أو لأنها ابتدائية. {إِنْ:} حرف نفي بمعنى «ما». {هذا:} اسم إشارة مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {إِلاّ:} حرف حصر.

{أَساطِيرُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {الْأَوَّلِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول؛ لأنها من مقول الذين كفروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>