{فَقُلْ:} الفاء: حرف عطف. (قل): فعل أمر، وفاعله: أنت. {هَلْ:} حرف استفهام.
{لَكَ:} جار ومجرور، متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هل لك سبيل.
{إِلى:} حرف جر. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَزَكّى:} فعل مضارع أصله: تتزكى.
فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، فهو منصوب ب:{أَنْ،} وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، و {أَنْ} المصدرية، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب:{إِلى،} والجار، والمجرور متعلقان بالمبتدأ المحذوف، المقدر ب:«سبيل»، أو ب:«رغبة إلى التزكية»، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:(قل...) إلخ معطوفة على جملة: {اِذْهَبْ..}. إلخ فهي مقولة للقول المحذوف مثلها. (أهديك): معطوف على ما قبله، والفاعل مستتر تقديره:«أنا»، والكاف مفعول به. {إِلى رَبِّكَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.
(تخشى): معطوف على ما قبله منصوب مثله، ويحتمل أن النصب ب:«أن» مضمرة بعد الفاء لتقدم الاستفهام عليها. والفاعل تقديره:«أنت».
الشرح:{فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى:} قبل هذه الآية كلام محذوف، التقدير: فذهب موسى إلى فرعون، فدعاه إلى الإيمان، وكلمه، فلما أبى الاستجابة له؛ أراه المعجزة الكبرى، وهي اليد البيضاء، وقلب العصا حية تسعى. ولم تثن؛ لأنهما في حكم آية واحدة. {فَكَذَّبَ:} فرعون بالمعجزة. وقال: إنها سحر، وكذب موسى بقوله:{إِنّا رَسُولا رَبِّكَ}. {وَعَصى:} الله تعالى.
{ثُمَّ أَدْبَرَ} أي: ولى مدبرا عن الإيمان. {يَسْعى} أي: يعمل بالفساد في الأرض. وقيل: يعمل في نكاية موسى. {فَحَشَرَ} أي: جمع قومه، وجنوده، وجمع السحرة أيضا، كقوله تعالى في سورة (الشعراء) رقم [٥٣]: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ} ومثلها في السورة نفسها رقم [٣٦]، وأيضا في سورة (الأعراف) رقم [١١١]. {فَنادى:} في المقام الذي اجتمعوا فيه معه. {فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى} أي: لا رب فوقي. وقيل: أراد: أن الأصنام أرباب، وهو ربهم، وربها. وقيل:
أراد: القادة، والرؤساء، والسادة هو ربهم، وأولئك هم أرباب السفلة تحتهم.
{فَأَخَذَهُ اللهُ:} فعاقبه عقابا شديدا. {نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى:} المراد بالآخرة: يوم القيامة، والأولى الإغراق في الدنيا، أو المراد كلمتاه: الآخرة، وهي:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى} والأولى، وهي قوله:{يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي} الآية رقم [٣٨] من سورة (القصص)،