للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {يَقْضِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله). {بِالْحَقِّ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، التقدير: ملتبسا بالحق، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف.

(الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة: {يَدْعُونَ} صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: يدعونهم. {مِنْ دُونِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.

{اللهُ:} اسمها. هو ضمير فصل لا محل له. {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ:} خبران ل‍: {إِنَّ}. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ، و {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} خبرين عنه؛ فالجملة الاسمية تكون في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، أو هي تعليلية، لا محل لها على الاعتبارين.

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٢١)}

الشرح: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ..}. إلخ: أي: أو لم يمش كفار مكة في نواحي الأرض، وجهاتها؛ ليروا مصارع الأمم؛ التي كذبت رسلها، وما حل بها من الهلاك، والدمار، فيعتبروا بهم؟ وفيه ردع، وزجر للكافرين المكذبين، وللفاسقين الظالمين بأن الله سيهلكهم كما أهلك من قبلهم، فهو حض لينظروا نظرة تبصر، واعتبار، لا نظرة غفلة، وإهمال، ينظرون إلى مساكن الأمم الماضية، وديارهم، وآثارهم، كيف أهلكهم بذنوبهم، كما قال تعالى في سورة (الأنعام) رقم [١١] وغيرها كثير: {ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}.

هذا؛ وعاقبة كل شيء: آخره، ونتيجته، ومصيره، وماله، ولم يؤنث الفعل {كانَ} لأن {عاقِبَةُ} مؤنث مجازي، وما كان منه يستوي فيه التذكير، والتأنيث للفعل، أو لأن (عاقبة) اكتسب التذكير من المضاف إليه، وهذا باب من أبواب النحو، انظر الشاهد رقم (٩٠١) وما بعده من كتابنا: «فتح القريب المجيب» تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. {كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} أي: في الأبدان، كقوم هود وصالح وغيرهم، فإنهم كانوا طوال الأجسام، أقوياء الأبدان، كما هو معروف عنهم. {وَآثاراً فِي الْأَرْضِ:} يريد حصونهم، وقصورهم، وقلاعهم، وعددهم، وما يوصف بالشدة من آثارهم. أو أراد أكثر آثارا. ومنه قول الراعي النميري، وهو الشاهد رقم [٦٦٥] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>