للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية رقم [٩٧] الآتية لتفصيل الأقوال فيها. {هُمْ:} مبتدأ. {مِنْها:} متعلقان بالفعل بعدهما، وجملة: {مِنْها يَرْكُضُونَ} في محل رفع خبر المبتدأ، وانظر محل الجملة الاسمية في الآية المذكورة و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، و {إِذا هُمْ..}. إلخ جواب (لمّا)، لا محل له.

{لا تَرْكُضُوا وَاِرْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (١٣)}

الشرح: {لا تَرْكُضُوا} أي: لا تفرّوا. قيل: إن الملائكة نادتهم لمّا انهزموا عند معاينة العذاب استهزاء بهم. {وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} أي: عودوا إلى نعمكم التي كانت سبب بطركم، والخروج عن طاعة ربكم. والمترف: المتنعم بلذائذ الدنيا، وشهواتها. {وَمَساكِنِكُمْ} التي كانت لكم، وتستقرون فيها. {لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ} أي: عن شيء من دنياكم استهزاء بهم. وقيل:

المعنى: لعلكم تسألون عما نزل بكم من العقوبة، فتخبرون به. وفي الخازن: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: تسألون عن قتل نبيكم.

قيل: نزلت الآيات في أهل «حضور» قرية باليمن، وكان أهلها عربا، فبعث الله إليهم نبيا اسمه: شعيب بن ذي مهدم، وقبره باليمن بجبل يقال له: ضنن كثير الثلج، وليس هو بشعيب صاحب مدين، فدعاهم إلى الله، فكذبوه، وقتلوه، فسلط الله عليهم بختنصر، فقتلهم، وسباهم، فلمّا استمر فيهم القتل؛ هربوا، فقالت لهم الملائكة استهزاء: لا تركضوا، وارجعوا إلى مساكنكم وأموالكم، لعلكم تسألون شيئا من دنياكم، فإنكم أهل ثروة، ونعمة، فتعطون من شئتم، وتمنعون من شئتم، فاتّبعهم بختنصر، وأخذتهم السيوف، ونادى مناد من جو السماء:

يا لثارات الأنبياء! فلما رأوا ذلك؛ أقروا بالذنب حين لم ينفعهم، وهو ما في الآية التالية.

انتهى. خازن، وقرطبي بتصرف.

الإعراب: {لا تَرْكُضُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {وَارْجِعُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {إِلى ما:} متعلقان بالفعل قبلهما. {أُتْرِفْتُمْ:}

ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله. {فِيهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد الضمير المجرور محلا ب‍: (في). {وَمَساكِنِكُمْ:}

معطوف على {ما} الموصولة، والكاف في محل جر بالإضافة. {لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه. {تُسْئَلُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والمتعلق محذوف. انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل) والجملة الاسمية فيها معنى التعليل، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، انظر القول المذكور في الشرح. تأمل، وتدبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>