للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك نكافئ، ونجازي المشركين الذين وضعوا العبادة في غير موضعها. هذا؛ وانظر (نا) في الآية رقم [٧] وانظر (الظلم) في الآية رقم [٦/ ١٤٦]. وانظر (جزى) في الآية رقم [١٢٠] منها أيضا.

تنبيه: قال البيضاوي: عبر عنهم (أي عن المشركين) بالمجرمين تارة، وبالظالمين أخرى، إشعارا بأنهم بتكذيبهم الآيات اتصفوا بهذه الأوصاف الذميمة، وذكر الجرم مع الحرمان من الجنة، والظلم مع التعذيب بالنار تنبيها على أنه أعظم الإجرام (أي: الجرائم).

الإعراب: {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ جَهَنَّمَ:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستقر في الخبر المحذوف. {مِهادٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة في الآية السابقة، والرابط: الضمير فقط، أو هي مستأنفة لا محل لها. {وَمِنْ فَوْقِهِمْ:}

متعلقان بمحذوف خبر مقدم. والهاء في محل جر بالإضافة. {غَواشٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها. {وَكَذلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ:} فإعراب هذه الجملة ومحلها مثل {وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} في الآية السابقة بلا فارق.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٤٢)}

الشرح: {آمَنُوا:} انظر (الإيمان) في الآية رقم [٢]. {الصّالِحاتِ:} الأعمال الصالحات على اختلاف أنواعها، وتفاوت درجاتها، ومراتبها. {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها} أي: طاقتها، وقدرتها في ذلك، وذكره عقيب الإيمان والعمل الصالح؛ ليبين: أن المطلوب من الأعمال ما سهل فعله، وما فيه عسر، ومشقة فلسنا مكلفين بفعله، وغير مؤاخذين بتركه. ويدخل في هذا الباب جميع الرخص في الإسلام، كقصر الصلاة للمسافر، والفطر في رمضان للمريض والمسافر، وغير ذلك مما هو مشهور، ومعروف في الفقه الإسلامي. هذا؛ وقرئ: «(لا تكلف نفس إلا وسعها)». وانظر شرح: {نَفْساً} في الآية رقم [٩]. {أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ:} انظر شرح هذه الكلمات في الآية رقم [٣٦] ما عدا {الْجَنَّةِ،} انظر شرحها في الآية رقم [٤٠] هذا؛ والتكليف: ما فيه كلفة، وقد يكون فيه جهد، ومشقة. وانظر الآية رقم [٢/ ٢٨٦] و [٦/ ١٥٢]. وانظر (نا) في الآية رقم [٦].

تنبيه: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ هو معطوف على ما في الآيتين السابقتين، ومقابل له؛ إذ اقتضت حكمة الله تعالى، ورحمته أن لا يذكر التكذيب من الكافرين؛ إلا ويذكر التصديق من المؤمنين؛ ولا يذكر الكفر؛ إلا ويذكر الإيمان، ولا يذكر النار؛ إلا ويذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>